responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 1  صفحة : 133

إدراك اللون الثانى و وصول أثره إليه فيمتزج الاثر ان هناك فتراهما النفس لامتزاج أثريهما ممتزجين و لا تقدر على تمييز أحدهما عن الآخر و أيضا لما وقع الشعاع البصرى على تلك الألوان بأسرها في زمان قليل جدا لم تتمكن النفس من تمييز بعضها عن بعض فلذلك رأتها ممتزجة (و) نرى (المعدوم موجودا كالسراب) قيل هذا من اشتباه الشي‌ء بمثله فان السراب ليس معدوما مطلقا بل هو شي‌ء يتراءى للبصر بسبب ترجرج الشعاع البصرى المنعكس عن أرض سبخة كما ينعكس من الماء فيحسب لذلك ماء (و ما يريه صاحب خفة

[الوجه الاول‌]


(قوله و أيضا الخ) الوجه الاول مبنى على الامتزاج في الحس المشترك و الثانى على الامتزاج في الباصرة (قوله قيل هذا الخ) اعترض على المصنف بان السراب ليس مما ذكره لان السراب ليس معدوما مطلقا أي باعتبار ذاته و باعتبار مأخذه بل مأخذه هو الشعاع المترجرج موجود الا انه اشتبه عند الناظر بالماء يسبب تشابهه به فيكون من اشتباه الشي‌ء بمثله و عندي ان في السراب غلطين أحدهما رؤية نفسه فانه أمر مخيل و ليس في الخارج الا الشعاع المترجرج و سبب تخيله ترجرجه كما اعترف به صاحب القيل فهو معدوم من حيث ذاته و يحسب الناظر انه موجود و هو الّذي قصده المصنف و لذا لم يقل كالسراب يرى ماء و ثانيهما رؤيته ماء و هذا ما ذكره صاحب القيل و هو من اشتباه مخيل بمخيل مثله اذ ليس شي‌ء من السراب و الماء موجودا و لك ان تقول معنى كلام المصنف كالسراب كما في السراب فانه يرى الماء المعدوم موجودا (قوله يتراءى للبصر بسبب ترجرج الخ) الترجرج بالراءين المهملتين و الجيمين الاضطراب و الحركة و تحقيقه ان الخطوط الشعاعية لما وصلت الى سطوح الاجزاء الصقيلة التى في الارض السبخة انعكست مترجرجة لان الشعاع المنعكس يكون مترجرجا كشعاع الشمس المنعكس من الماء على الجدار و لما كان زوايا الشعاع صغيرة ملاصقة بالارض لكون وترها بقدر قامة الرائى تكون زوايا الانعكاس أيضا كذلك لوجوب التساوي بين زاويتي الشعاع و الانعكاس و الشعاع المترجرج الملاصق بالارض يرى كالماء الجارى على الارض لمشابهته له في اللطافة و السيلان‌


(قوله من باب اشتباه الشي‌ء بمثله) كأن القائل بهذا يريد الاعتراض على المصنف بانه كان ينبغي ان يذكر هذه الصورة في الوجه الثانى من وجوه أغلاط الحس و يمكن ان يقال انما لم يذكرها هناك لانه لا مثلية في نفس الامر لاختلاف الحقيقة و اما اطلاق المعدوم فيهن لان الماء معدوم في نفس الامر و ان وجد شي‌ء يتراءى للبصر

اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست