اهتم المسلمون اهتماما كبيرا بتلقي العلم عن الأساتذة و المدرسين،
و كرهوا كراهة شديدة، أن يتلقى الطالب العلم عن الكتب و القراطيس وحدها، و كان
الشيخ الجليل ابن جماعة[1]يقول:
من أعظم البلية تشيخ الصحيفة. أي أن يتعلم الناس من الصحف و الكتب وحدها.
و ورد في كتاب الشكوى[2]. من
لا شيخ له فلا دين له. و من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان، و روي عن مصعب بن
الزبير رضي اللّه عنه أنه كان يقول:
إن الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون، و يحفظون أحسن ما يكتبون، و
يكتبون أحسن ما يسمعون، فإذا أخذت الأدب فخذه من أفواه الرجال، فإنك لا تسمع إلا مختارا،
و لؤلؤا منثورا[3].
و روي عن الإمام الشافعي قوله: من تفقه من بطون الكتب، ضيع
الأحكام[4].
من أجل ذلك اختار سعد الدين التفتازاني مجموعة من الأساتذة. و من
مشايخ عصره ممن كان يوثق بهم، و لهم بحث و طول اجتماع، و تقتضينا طبيعة البحث أن
نلقي ضوءا على بعض هؤلاء الرجال الأفذاذ.