responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 53

و كان الجدل في نشأته الأولى في دولة اليونان كعلم له قواعد و أصول.

معظما مبجّلا بين الحكماء و تلاميذهم، و جمهرة المعنيين بالحكمة و المعرفة، و كان اسم «السوفيست» أعظم شأنا من اسم الفيلسوف، لأن السوفيست ينتمي إلى ربّة الحكمة «صوفية» فهو الحكيم الذي ألهمته تلك الربة و فرغ من مئونة المعرفة.

فلما ظهر الحكيم (فيثاغورس) [1] استكبر هذه الدعوى و تواضع فسمى نفسه فيلسوفا أي محبا للحكمة.

و تصدى لتعليم الجدل أو البراهين الخطابية أناس يقصدهم المتعلمون ليعرفوا كيف ينتصرون على خصومهم في مجال المنازعة و الملاحة، و يضع الآباء أبناءهم في كفالتهم ليدربوهم على صناعة الجدل، و التأثير في سبيل الإقناع بالحجة أيا كان حظها من الحقيقة.

و مما يحكى عن أستاذ جدلي أنه اتفق مع تلميذ له على أن يخرجه للدفاع في القضاء و المنازعات العامة خلال سنتين بأجر متفق عليه.

فلما انتهت السنتان طلب الأستاذ أجره.

فقال التلميذ: بل أناقشك في هذا الأجر هل تستحقه بعملك أو تطلبه بغير حق ..؟ فإن أقنعتك بأنك لا تستحقه فلا حق لك فيه باعترافك، و سكوتك حجة على هذا الاعتراف.

و إن لم أقنعك فلا حق لك فيه، لأنك لم تعلمني كيف أقيم البرهان على دعواي.؟؟

و كان جواب الأستاذ كمثال تلميذه، مثلا للبرهان المطلوب في هذه الصناعة فقال له: إنني أقبل أن أناقشك و لكن على غير النتيجة التي خلصت إليها.


[1] ولد بجزيرة (ساموس) من أعمال آسيا الصغرى ثم ارتحل إلى بلاد الشرق في طلب العلم و أخيرا استقر به المقام في جنوب إيطاليا، حيث أنشأ هذه المدرسة و أخذ هو و تلاميذه يصيغون العلوم الرياضية.

اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست