الثاني:ارتفاع النقيضين[1]ضرورة
أن للوجوب و اللاإمكان عدميان لصدقهما على الممتنع.
قلنا: قد يكون الصادق على المعدوم وجوديا، باعتبار بعض الأفراد[2]و لو سلم فقد يكون النقيضان عدميين، كالامتناع و اللاامتناع، و
العمى.
و اللاعمى. و معنى ارتفاع النقيضين في المفردات عدم صدقهما على
الشيء، لا خلوهما عن الوجود و الثبوت، كما في القضايا، و ذلك كالمساواة[3]، و العموم، و الخصوص[4]، و المباينة[5]، فإنها في المفردات باعتبار
الصدق على الشيء. و في القضايا باعتبار ثبوتها في نفسها.
الثالث:سلب الإمكان عن الممكن، و الوجوب عن الواجب[6]عند عدم فرض العقل، بل مطلقا لأن إمكانه لا في معنى لا إمكان له، و
كذا الوجوب.
قلنا: ممنوع، بل قد يكون المحمول عدميا، و الحمل ضروريا كالمعدوم و
الممتنع. فالإمكان عدمي، أريد[7]ممكن
بالضرورة، بمعنى أنه بحيث[8]لو
أسنده العقل إلى الوجود، لزم معقول هو الإمكان و معنى إمكانه لا أن ذلك
[1]أي لو كان الوجوب و الامتناع عدميين
لزم ارتفاع النقيضيين أي لزم تقرر مفهومين مقابلين سلبا و ثبوتا و ليس أحدهما
ثبوتا في الخارج و الآخر سلب ذلك الثبوت و النقيضان هما ثبوت في الخارج و سلب ذلك
الثبوت.
[2]دون بعض ألا يرى إلى الإنسان فإن
مقابله لا إنسان و اللاإنسان صادق على الممتنع و له أفراد وجودية.
[3]فإنها في المفردات لزوم الصدق
كالإنسان و البشر و في القضايا لزوم الحصول في الواقع للنسبة لحصول أخرى كقولنا كل
ناطق إنسان و كل بشر ناطق.
[4]بإطلاق أو من وجه فإن ذلك في
المفردات لزوم صدق العام الصدق الخاص دون العكس أو صحة المفارقة في الطرفين.
[5]فإنها في المفردات عدم صحة اجتماع
الضدين كالفرس و الإنسان.
[6]بمعنى أن الإمكان و الوجوب لو كانا
عدميين لزم سلب كل منهما عن موصوفه و قبل وجود فرض العقل ذلك الإمكان. لذلك الممكن
و ذلك الوجوب لذلك الواجب.