فقيل: العدمي المعدوم، و قيل ما يكون عدما مطلقا[1]،أو مضافا متركبا،
مع وجودي، كعدم البصر عما من شأنه، أو غير متركب كعدم قبول الشركة، و قيل، ما يدخل
في مفهومه العدم ككون الشيء بحيث[2]لا
يقبل الشركة. و الوجودي بخلافه، فهو الموجود، أو الوجود مطلقا، أو مضافا، أو ما لا
يدخل في مفهومه العدم، و العبرة بالمعنى دون اللفظ، حتى إن العمى عدمي، و اللاعدم
وجودي، و في المواقف أن الوجودي ما يكون ثبوته لموصوفه بوجوده له، أي بحسب الخارج.
نحو السواد لا أن يكون ذلك باعتبار وجودهما في العقل، و اتصاف موصوفه به فيه[3]أي في العقل دون الخارج كالإمكان[4]،و هو أعم من
الموجود، لجواز وجودي لا يعرض له الوجود أبدا، لكنه بحيث إذا ثبت للموصوف، كان ذلك
بوجوده له. و هذا معنى ما قال القاضي الأرموي، إذا قلنا لشيء إنه وجودي، لا نعني
أنه دائم الوجود، بل نعني أنه مفهوم يصح أن يعرض له الوجود الخارجي عند قيامه
بموجود، و عند قيامه بمعدوم، لا يكون له وجود، و كأنه يريد الأعم من وجه، و إلا
فمن الموجود ما لا يسمى وجوديا كالانسان، و غيره من المفهومات المستقلة، و أما
الاعتباري فهو ما لا تحقق له إلا بحسب فرض العقل، و إن كان موصوفه متصفا به في نفس
الأمر كالإمكان، فإن الإنسان متصف به في نفس الأمر، بمعنى أنه بحيث إذا نسبه العقل
إلى الوجود يعقل له وصفا هو الإمكان، و يقابله الحقيقي إذا تقرر هذا، فلا خفاء في
أن العوارض المشخصة وجودية، و الهذية اعتبارية، و تميز الفرد عما عداه، و عدم
قبوله الشركة و كونه ليس غيره أو لا يقبل الشركة عدمية.
[4]الإمكان في اللغة: مصدر أمكن إمكانا
و الامكان في الشيء عند المتقدمين هو اظهار ما في قوله إلى الفعل.
قال ابن سينا: و الإمكان إما أن يعني به ما يلازم سلب ضرورة العدم
و هو الامتناع و اما أن يعني به ما يلازم سلب الضرورة في العدم و الوجود جميعا.
(راجع الاشارات: 34)، فاعتبار الذات وحدها لا يخلوا إما أن يكون مقتضيا لوجوب
الوجود، أو مقتضيا لامتناع الوجود. (راجع النجاة ص 367).
و نحن نسمي امكان الوجود قوة الوجود (راجع الشفاء 2: 477).