في تقدمه و تحققه عن الوجود، و منها اختلافهم في أنه موجود أو لا
فقيل: موجود بوجود هو نفسه. فلا يتسلسل. (و قيل: بل اعتباري محض لا تحقق له في
الأعيان إذ لو وجد فإما أن يوجد بوجود زائد فيتسلسل)[1]. أو بوجود هو نفسه فلا يكون إطلاق الموجود على الوجود و على سائر
الأشياء بمعنى واحد، لأن معناه في الوجود أنه الوجود، و في غيره أنه ذو الوجود، و
لأنه إما أن يكون جوهرا فلا يقع صفة للأشياء، أو عرضا فيتقوم المحل دونه، و التقوم
بدون الوجود محال، و لأن ما ذكر في زيادة الوجود على الماهية من أنا نعقل الماهية
و نشك في وجودها جار[2]، بعينه في وجود الوجود فإنا
نعقل الوجود و نشك في وجوده فلو وجد لكان وجوده زائدا و تسلسل. و بهذا يتبين بطلان
ما ذهب إليه الفلاسفة من أن ماهية الواجب نفس الوجود المجرد. و ذلك لأنا بعد ما
نتصور الوجود المجرد نطلب بالبرهان وجوده في الأعيان، فيكون وجوده زائدا و يتسلسل،
و لا محيص إلا بأن الوجود المقول على الوجودات اعتبار عقلي، كما سبق. و قيل:
الوجود ليس بموجود و لا معدوم، بل واسطة على ما سيأتي. و منها اختلافهم في أن
الوجودات الخاصة نفس الماهيات أو زائدة عليها كما سبق.
و منها اختلافهم في أن لفظ الوجود مشترك[3]بين مفهومات مختلفة على ما نقل عن الأشعري، أو متواطئ يقع على
الوجودات بمعنى[4]واحد لا تفاوت فيه أصلا، أو مشكك يقع عليها بمعنى واحد هو مفهوم
الكون. لكن لا على السواء.
[3]مشترك بين الوجودات بناء على اختلاف
حقائقها كما يقول الشيخ: إنه نفس الماهية و هي متباينة و كما يقول الحكماء: إنه في
الواجب حقيقة مباينة لمعناه في الممكنات.