معدودا في ثواني المعقولات، و كون الواجب مبدأ[1]لوجود الممكنات متصفا بالعلم و القدرة و الإرادة و الحياة، و إرسال
الرسل، و إنزال الكتب، و غير ذلك بما وردت به الشريعة[2].
اختلاف العقلاء في الوجود هو جزئي أو كلي؟
(قال:و ما أعجب حال الوجود أطبقوا على أنه بديهي لا أعرف منه، ثم اختلفوا
في أنه جزئي أو كلي، واجب أو ممكن. عرض أو لا عرض. و لا جوهر موجود أو اعتباري لا
تحقق له في الأعيان. أو واسطة، و أفراده عين الماهيات أو زائدة و لفظه مشترك، أو
متواطئ، أو مشكك.
يتعجب من اختلافات العقلاء في أحوال الوجود و مع اتفاقهم على أنه
أعرف الأشياء مع أن الغالب من حال الشيء أن تتبع ذاته في الجلاء و الخفاء، فمنها
اختلافهم في أنه جزئي أو كلي. فقيل: جزئي حقيقي لا تعدد فيه أصلا. و إنما التعدد
في الموجودات بواسطة الإضافات، حتى إن قولنا: وجود زيد أو وجود عمرو، بمنزلة قولنا:
إله زيد و إله عمرو. و الحق أنه كلي. و الوجودات أفراده، و منها اختلافهم في أنه
واجب أو ممكن. فقد ذهب جمع كثير من المتأخرين إلى أنه واجب على ما ذكرنا، و ذلك هو
الضلال البعيد.
و منها اختلافهم في أنه عرض[3]أو جوهر، أو ليس بعرض و لا جوهر، لكونهما من أقسام الممكن الموجود. و
هذا هو الحق. و في كلام الإمام ما يشعر أنه عرض. و به صرح جمع كثير من المتكلمين،
و هو بعيد جدا لأن العرض ما لا يتقوم بنفسه بل بمحله المستغني عنه في تقدمه[4] .. و لا يتصور استغناء شيء[5]