ينقسم إلى الواجب و الممكن، و القديم و الحادث، و أنه يتكثر بتكثير[1]الموضوعات الشخصية و النوعية[2]و الجنسية[3]و
أنه يقال على الوجودات بالتشكيك[4]و
وجوه فساد هذا الرأي أصولا و فروعا أظهر من أن يخفى و أكثر من أن يحصى[5]).
قد اشتهر فيما بين جمع من المتفلسفة و المتصوفة، أن حقيقة الواجب هو
الوجود المطلق، تمسكا بأنه لا يجوز أن يكون عدما أو معدوما، و هو ظاهر و لا ماهية
موجودة أو مع الوجود، لما في ذلك من الاحتياج و التركيب، فتعين أن يكون وجودا و
ليس هو الوجود الخاص، لأنه إن أخذ مع المطلق فمركب، أو مجرد المعروض فمحتاج ضرورة
احتياج المقيد إلى المطلق، و ضرورة أنه لو ارتفع المطلق لارتفع كل وجود، و حين أورد
عليهم أن الوجود المطلق مفهوم كلي لا تحقق له في الخارج، و له أفراد كثيرة، لا
تكاد تتناهى، و الواجب موجود واحد لا تكثر فيه، أجابوا بأنه واحد شخصي موجود بوجود
هو نفسه، و إنما التكثر في الموجودات فبواسطة الإضافات لا بواسطة تكثر وجوداتها
فإنه إذا نسب إلى الإنسان حصل موجود، و إلى الفرس فموجود آخر، و هكذا. و على هذا
فمعنى قولنا: الواجب موجود أنه وجود، و معنى قولنا: الإنسان أو الفرس أو غيره
موجود أنه ذو وجود، بمعنى أن له نسبة إلى الواجب و هذا احتراز عن شناعة[6]التصريح بأن الواجب ليس بموجود، و أن كل وجود حتى وجود القاذورات
واجب، تعالى اللّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا، و إلا فتكثر الوجودات و كون
الوجود المطلق مفهوما كليا لا تحقق له إلا في الذهن ضروري، و ما توهموا من احتياج