responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 335

عارضا، فقد قال:- بأن في الممكن أمرا وراء الماهية، و الحصة من مفهوم الكون هو وجوده الخاص الذي به تحققه في الأعيان، بل نفس تحققه، و كل دليل على ذلك فقد دل على هذا إلا [1] أن هذا التغاير إنما هو بحسب العقل لا غير، فليس في الخارج للإنسان مثلا أمر هو الماهية و آخر هو الوجود فضلا [2] عن أن يكون هناك وجودان على أنا لو فرضنا كون وجوده زائدا على الماهية بحسب الخارج أيضا كما في بياض الثلج لم يلزم ذلك، لأن مفهوم العام أو الحصة منه صورة عقلية محضة و لو سلم فاتحاد الموضوع و المحمول بحسب الخارج ضروري، فمن أين يلزم في الإنسان وجودان و في الثلج بياضان ..؟

حقيقة الواجب هو مطلق الوجود

(و قال: ثم إن جمعا من المتفلسفة و المتصوفة، توهموا [3] أن في الوجود الخاص مع المطلق أيضا شائبة التركيب و الاحتياج‌ [4]، فذهبوا إلى أن حقيقة الواجب هو مطلق الوجود، و أنه ليس معنى كليا يتكثر إلى الجزئيات، بل واحد بالشخص‌ [5] موجود بوجود هو نفسه، و إنما التكثر في الموجودات بواسطة الإضافات، و معنى قولنا الواجب موجود أنه الوجود، و الممكن موجود، أنه ذو الوجود بمعنى أن له نسبة إلى الواجب، و ادعوا أن قول الحكماء هو الوجود البحت و بشرط لا رمز إلى ذلك، و هذا قولهم الوجود خير محض لا يعقل له ضد و لا مثل و لا جنس و لا فصل، و أنت خبير بأن هذا ينافي تصريحهم بأنه من المحمولات العقلية، لامتناع استغنائه عن المحل، و حصوله فيه خارجا عن المعقولات الثانية، إذ ليس في الأعيان ما هو وجود بل إنسان و سواد مثلا، و أنه‌


[1] في (ب) فقد دل على هذا لأن التغاير.

[2] سقط من (ب) لفظ (فضلا عن).

[3] توهموا أمرا لا يلزم في الوجود الخاص و تعبيره بما أخذ من التفعل يدل على التكلف.

[4] أي توهموا أن في الوجود الخاص مع المطلق تركيبا، كما توهم الحكماء أن في الوجود مع الماهية تركيبا.

[5] لا يقبل التعدد بوجه أصلا.

اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست