responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 331

و إنما يقع المطلق عليه وقوع لازم خارجي غير مقوم و لا يتصور هذا في غير الوجود، لأن احتياجه في التحقق إلى الوجود ضروري، و مبنى هذا على أن الوجودات متخصصة متكثرة بأنفسها، مشتركة في عارض هو مفهوم الكون، كنور الشمس و السراج و بياض الثلج، و العاج‌ [1] و لكن لما لم يكن لها أسام مخصوصة توهم أن تخصصها و تكثرها بمجرد الاضافة إلى المحال، كما في بياضات الثلوج).

يعني أن ما ذكر من عدم تحقق الخلاف في زيادة الوجود على الماهية ذهنا، بمعنى كون المفهوم من أحدهما غير المفهوم من الآخر، و في كونه نفسها عينا بمعنى عدم‌ [2] تمايزها بالهوية، إنما هو في الممكن، و أما في الواجب فعند المتكلمين له حقيقية غير مدركة للعقول مقتضية بذاتها لوجودها الخاص المغاير لها بحسب المفهوم دون الهوية، كما في الممكنات و عند الفلاسفة حقيقته وجود خاص قائم بذاته ذهنا و عينا، من غير افتقار إلى فاعل يوجده، أو محل يقوم به في العقل، و هو مخالف لوجودات الممكنات بالحقيقة، و إن كان مشاركا لها في كونه معروضا للوجود المطلق، و يعبرون عنه بالوجود البحث، و بالوجود بشرط، لا بمعنى أنه لا يقوم بماهية و لو في العقل، كما في وجود الممكنات و إنما ذهبوا إلى ذلك لاعتقادهم أنه لو كان له ماهية و وجود فإن كان الواجب هو المجموع لزم تركبه و لو بحسب العقل، و إن كان أحدهما لزم احتياجه، ضرورة احتياج الماهية في تحققها إلى الوجود، و احتياج الوجود لعروضه إلى الماهية و لو في العقل، و حين اعترض عليهم بأن الوجود الخاص أيضا محتاج إلى الوجود المطلق، ضرورة امتناع تحقق الخاص بدون العام. أجابوا بأنه كون خاص متحقق بنفسه لا بالفاعل، قائم بذاته لا بالماهية غني في التحقق عن الوجود المطلق و غيره من العوارض و الأسباب، مخالف لسائر الوجودات بالحقيقة و إن‌


[1] فإن كلا منها حصة مباينة لمقابلتها فكذا حصص الوجود هي متباينة في أنفسها و ليست متحدة في أنفسها متباينة بإضافتها إلى محالها. و هذا أمر واضح لا يقول أحد بخلافه كما في سائر المشككات.

[2] سقط من (ب) لفظ (عدم).

اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست