معرفة الصانع[1]بالنظر
لا تفيد النجاة ما لم يتصل به تعليم، و لم يكن مأخوذا من معلم و امتثالا لأمره على
ما قاله النبي صلّى اللّه عليه و سلم: «أمرتأن أقاتل الناس حتى يقولوا:
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ[3]وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[4]و كثير من المعترفين بالصانع و وحدانيته كانوا كافرين بناء على عدم
أخذهم ذلك عن النبي عليه الصلاة و السلام، و عدم امتثالهم أمره، فطريق الرد عليهم
أن حاصل ما ذكرتم الاحتياج في النجاة إلى معلم، علم صدقه بالمعجزات و ذلك هو النبي
عليه الصلاة و السلام، و كفى به إماما و مرشدا إلى قيام الساعة من غير احتياج في
كل عصر إلى معلم يجدد طريق الإرشاد و التعليم، و تتوقف النجاة على متابعته و
الاعتراف بإمامته، و أما احتجاج الملاحدة مع الجواب عنه فظاهر من المتن.
[2]الحديث رواه البخاري في الإيمان رقم
17، 28 و في الصلاة رقم 28 و في الزكاة رقم 1 و في الاعتصام 2802. و رواه أبو داود
في الجهاد رقم 95 و الترمذي في التفسير سورة رقم 88 (الغاشية) و النسائي في الزكاة
رقم 3 و ابن ماجة في الفتن 1- 3 و الدارمي في السير رقم 1 و أحمد ابن حنبل في
مسنده ج 4 ص 8.