responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 252

القائلون بأن النظر الصحيح المقرون بشرائطه يستلزم العلم، اختلفوا في أن النظر الفاسد [1] قد يستلزم الجهل، أي الاعتقاد الغير المطابق. فقال الإمام:

يستلزمه لأن من اعتقد أن العالم قديم، و كل قديم مستغن عن المؤثر استحال أن لا يعتقد أن العالم غني عن المؤثر.

و قيل: إن كان الفساد مقصورا على المادة يستلزمه و إلا فلا.

أما الأول: فلأن لزوم النتيجة للقياس المشتمل على الشرائط ضروري ابتداء أو انتهاء، سواء كانت المقدمات صادقة أو كاذبة، كما في المثال المذكور.

و أما الثاني: فلأن معنى فساد الصورة أنه ليس من الضروب التي تلزمها النتيجة، و الصحيح أنه لا يستلزم الجهل على التقديرين، أما عند فساد الصورة فظاهر كما مر [2] و أما عند فساد المادة فقط بأن تكون الصورة من الضروب المنتجة [3] فلأن اللازم من الكاذب قد لا يكون كاذبا كما إذا اعتقد أن العالم أثر الموجب بالذات، و كل ما هو أثر الموجب بالذات فهو حادث، فإنه يستلزم أن العالم حادث. و هو حق مع كذب القياس بمقدمتيه، نعم قد يفيد الجهل كما إذا اعتقد أن العالم قديم‌ [4] و كل قديم مستغن عن المؤثر.

و التحقيق: أنه لا نزاع في أن الفاسد صورة لا يستلزم بالاتفاق، و الفاسد مادة فقط قد يستلزم. و قد لا يستلزم فمراد الإمام الإيجاب الجزئي كما في المثال المذكور.


[1] في (ب) هل بدلا من (قد).

[2] سقط من (أ) لفظ (كما مر)

[3] راجع كلمة عن الضروب المنتجة في هذا الجزء.

[4] القديم في اللغة: ما مضى على وجوده زمان طويل، و يطلق في الفلسفة العربية على الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء و يرادفه الأول. قال ابن سينا: و يقال قديم الشي‌ء إما بحسب ذاته و إما بحسب الزمان. فالقديم بحسب الذات هو الذي ليس لذاته مبدأ هي به موجوده. و القديم بحسب الزمان هو الذي لا أول لزمانه (النجاة 355).

اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست