و قيل: محمود بن أحمد بن فضل اللّه بن محمد الشمس أبو عبد اللّه بن
أبي الجود و أبي البركات الرازي الأصل الهروي.
هكذا كان يزعم أنه من بني الفخر الرازي، قال شيخنا: و لم نقف على
صحة ذلك، و لا بلغنا من كلام أحد من المؤرخين أنه كان للإمام ولد ذكر. فاللّه
أعلم.
ولد بهراة سنة سبع و ستين و سبعمائة، و اشتغل في بلاده حنفيا ثم
تحول شافعيا، و أخذ عن التفتازاني.
اجتمع به نوروز صاحب مملكة الشام، و ولاه تدريس الصلاحية بعد
الشهاب ابن الهاشم.
و قدم القاهرة في صفر سنة ثماني عشرة فخرج الطبغا العثماني لتلقيه
و صعد به إلى القلعة و بالغ السلطان في إكرامه و أجلسه عن يمينه، ثم أنزله بدار أعدت
له.
قال الجمال الطيماني: إنه يحل الكتب المشكلة و يتخلص فيها، و صنف
شرح مسلم و غيره، و بنى بالقدس مدرسة و لم تتم[1].
و قال العيني: كان عالما فاضلا متفننا له تصانيف كشرح مشارق
الأنوار و شرح صحيح مسلم المسمى «فضلالمنعم» و شرح الجامع الكبير من أوائله و لم يكمله. و كان قد أدرك
الكبار مثل التفتازاني و السيد، و صارت له حرمة في البلاد واسعة و خصوصا سمرقند و
هراة، حتى كان الحاكم يعظمه و يحترمه و يميزه على غيره بحيث يدخل عنده في حريمه و
يستشيره، و ربما كان يرسله في مهماته، و لذا قيل: إنه وزيره، و ليس كذلك.
و قال المقريزي: إنه ولي القضاء و كتابة السر، و كان يقرر في
المذهبين و يعرف العربية و علمي البيان و البديع، و يذاكر الأدب و التاريخ، و
يستحضر كثيرا
[1]راجع الضوء اللامع ج 1 ص 141- 145 و
هدية العارفين ج 1 ص 184.