هو علاء الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد البخاري العجمي الحنفي
العلامة، علامة الوقت.
قال ابن حجر: ولد سنة تسع و سبعين و سبعمائة ببلاد العجم و نشأ
ببخارى فتفقه بأبيه و عمه العلاء عبد الرحمن.
و أخذ الأدبيات و العقليات عن السعد التفتازاني و غيره، و رحل إلى
الأقطار و اجتهد في الأخذ عن العلماء حتى برع في المعقول و المنقول و المفهوم و
المنطوق، و اللغة العربية، و صار إمام عصره، و توجه إلى الهند فاستوطنه مدة، و عظم
أمره عند ملوكه إلى الغاية، لما شاهدوه من غزير علمه و زهده و ورعه. ثم قدم مكة
فأقام بها، و دخل مصر فاستوطنها و تصدر للاقرار بها فأخذ عنه غالب من أدركناه من كل
مذهب، و انتفعوا به علما و جاها و مالا.
و نال عظمة بالقاهرة مع عدم تردد إلى أحد من أعيانها، حتى و لا
السلطان، و الكل يحضر إليه، و كان ملازما للاشتغال و الأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر.
و القيام بذات اللّه تعالى مع ضعف كان يعتريه، و آل أمره إلى أن
توجه إلى الشام فسار إليها بعد أن سأله السلطان الإقامة بمصر مرارا فلم يقبل، و في
الشام أقام بها حتى مات رحمه اللّه في خامس شهر رمضان، و لم يخلف بعده مثله في
العلم و الزهد، و الورع، و إقماع أهل الظلم و الجور[1].
5- حيدر الرومي:
هو حيدر بن أحمد بن ابراهيم أبو الحسن الرومي الأصل العجمي الحنفي
الرفاعي نزيل القاهرة، و يعرف بشيخ التاج و السبع وجوه.
ولد بشيراز في حدود الثمانين و سبعمائة، و قرأ على أبيه و غيره، و
رحل إلى البلاد، و وفد على ملوك الشمس و علمائه.
و كان ممن اجتمع به التفتازاني و السيد الجرجاني. و قدم القاهرة سنة
أربع
[1]راجع المنهل الصافي 3- 289- 290 و
شذرات الذهب 7- 241- و كانت وفاته سنة إحدى و أربعين و ثمانمائة.