الطبع قوي الذكاء و البحث، حضر دروس العلامة التفتازاني و السيد
الشريف الجرجاني، له رسالة جمع فيها الأسئلة من فنون شتى، و هي عندي بخط جدي رحمه
اللّه[1]،و قدم إلى مصر
مرات كثيرة، و نال الحظوة و التكريم من الملك الأشرف برسباى، و ولاه مشيخة الصوفية
بمدرسته التي أنشأها فباشرها مدة ثم تركها.
و قيل أبعده عنها الملك الأشرف لكونه وضع يده على مال جزيل لبعض من
مات من صوفيتها و لأمور فاحشة نقلت عنه[2].
فخرج من مصر متوجها إلى الحج، و سافر من هناك إلى الروم، ثم عاد
إلى مصر في ربيع الآخر سنة تسع و عشرين، و أنشد أمام الملك الأشرف:
إذا اعتذر الفقير إليك يوما تجاوز عن معاصيه الكثيرة فإن الشافعي روى
حديثا بإسناد صحيح عن مغيرة عن المختار: أن اللّه يمحو بعذر واحد ألفي كبيرةيقول عنه صاحب
الضوء اللامع: و كان متضلعا من العلوم ممن حضر في الابتداء مناظرات التفتازاني و
السيد بحضرة الوالي و غيره فحفظ تلك الأسئلة و الأجوبة الفخمة و أتقنها، غير أنه
كان مبغضا للناس لطيشه وحدة مزاجة و جرأته و استخفافه بمن يبحث معه.
قال العيني: كان عالما محققا بحاثا ديّنا.
و قال المقريزي في عقوده و غيرها: كان فاضلا في عدة علوم مع طيش و
خفة و جرأة بلسانه على ما لا يليق.
مات سنة إحدى و أربعين و ثمانمائة و دفن بمقبرة باب النصر بالقاهرة[3]
[1]راجع الشقائق النعمانية على هامش
وفيات الأعيان. ج 1 ص 109- 110