اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 57
جلاله عليه و عليهم، و ذكر المصائب التي تجدّدت بسفك دمائهم و
الإساءة إليهم، و يقرء كتابنا الذي سمّيناه بكتاب اللهوف على قتلي الطفوف.
و ان لم يجده قرأ ما نذكره
هاهنا، فانّنا حيث ذكرنا يوم عاشوراء و وظائفه من الأعمال و الأقوال، فيحسن ان
نذكر ما جرى فيه من وصف الإقبال و القتال، و نسمّيه:
«كتاب اللطيف في التصنيف
في شرح السعادة بشهادة صاحب المقام الشريف»، فنقول:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس:
اللّهم انّنا نقرأ هذا
المقتل عليك، و نرفع هذه المظلمة إليك، فلا تمنعنا فيها من قصاص عدلك، و ما وعدت
المظلومين من ذخائر فضلك، ثمّ تنادي إلى العقول و القلوب و النفوس و الأرواح، و
النّوادب من أهل النوادب من أهل المصائب في الغدو و الرّواح:
هلمّوا و اسمعوا ما جرى
على ابن خير الورى، و ارفعوا أصواتكم بالندب على ملوك أئمة القرى و اسبلوا العيون
بالدموع عن الكرى[1]، و اذكروا ان اللّه جلّ جلاله
رأى عباده على ضلال قد فضحهم بين الأنام، و حال بينهم و بين العقول و الأحلام
بعبادة[2] الأحجار و الأصنام، و قد صاروا
مستحقين بذلك الاستئصال و الاصطلام[3].
فينبغي لسان الحال شفقة
محمدٍ رسوله صلوات اللّه عليه في الشفاعة إلى حلمه جلّ جلاله و عفوه و رحمته، ان
لا يستأصلهم بما يستحقّونه من نقمته، و ان يبعثه رسولا إليهم ليخلّصهم مما قد أشرف
عليه من الهلاك و الاستئصال و سترهم من فضائح الضلال.
فقبل اللّه جلّ جلاله لسان
حال شفاعته و استعطافه، و بعثه إليهم رسولا بألطافه، فلم يزل يرفق بهم و يشفق
عليهم حتّى غسل سواد أوصافهم بسحائب كمال أوصافه، و أقامهم عن العكوف على تلك
الفضائح و القبائح بتكرار النصائح و إظهار المصالح،
[1] الكرى: الكثير من الشيء.
[2] و عبادة (خ ل).
[3] اصطلام: الإهلاكالكلي و الإذهاب من الأصل.الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 57