responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 366

يا هذا استأنف العمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى و ما تقدّم من ذنوبك و الجليل عزّ و جلّ يقول: لو كان ذنوبك عدد نجوم السماء و قطر الأمطار و ورق الأشجار و عدد الرّمل و الثرى و أيّام الدّنيا لغفرتها لك و ما ذلك على اللّه بعزيز بعد صيامك شهر شعبان‌[1].

فصل (89) فيما نذكره ممّا يختم به شهر شعبان‌

اعلم اننا ذكرنا في الجزء الخامس عند عمل كلّ شهر ما لا غنى لمن يريد مراقبة اللّه جل جلاله عنه، و روينا اخبارا ان عمل كل شهر يرفع إلى اللّه جل جلاله في آخر خميس منه، فينبغي الاجتهاد في آخر خميس من شعبان في تطهير سرائرك الّتي هي عيار الأعمال في الزّيادة و النقصان و الأعمال بالنيّات و تستدرك فارطها و تتمّ نقصانها بغاية الإمكان و تعرضها مع ما يصل الجهد إليه عرض الخائف من ردّها عليه.

فان لم يكن في أعمالنا الّا ان نشاطنا لمطالبنا الدنيويّة و اشتغالنا بشهواتها الطبيعيّة أرجح من مهمّات اللّه جلّ جلاله و من مراداته و فرحنا بقضاء حاجتنا الفانية أكثر من سرورنا بخدمة اللّه عزّ اسمه و طاعاته، و هذا سقم ظاهر لا ريب فيه و بعيد ان تخلو الأعمال من دواهيه.

و يكون تسليم عملك آخر يوم خميس من شعبان إلى الّذين تعرض عليهم الأعمال في ذلك اليوم ثواب الرحمن و يسلّمها إليهم، تسليم ضيفهم و عبدهم و ضيعة رفدهم و رعيتهم الهارب من نفسه و هواه و من عدل مولاه إلى الدخول في ظلّهم و التمسك بأذيال مجدهم و فضلهم.

و مع عرض الأعمال آخر خميس من هذا الشهر كما ذكرناه، فلا بدّ ان تعرضها في اجزاء الشهر عرضا آخر، بالاستظهار الذي حرّرناه، فلقد قدمنا في الجزء الأول من هذا


[1] أمالي الصدوق: 30، ثواب الأعمال: 87، عنهما البحار 97: 70.الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست