اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 168
أقول: فيا سعادة من ظفر بموافقة أهل بيت المباهلة و التطهير و الثّقل
المعظم المنير المصاحب للقرآن المنيف و سفينة النجاة في التكليف، و احتمل في رضى
المالك اللطيف كلّ تهديد و تخويف و سار معهم إلى محل مقامهم الشريف.
فينبغي ان يصاحب هذا اليوم
بقدر ما يستحقّه من جلالته و حرمته و الاعتراف للَّه جلّ جلاله بمنّته و لرسوله
صلوات اللَّه عليه و آله بمحلّ ولادته و لما صدر عنها، من انّ المهدي الذي بشّر به
النّبي صلى اللَّه عليهما منها.
فليجتهد الإنسان في القيام
للَّه جلّ جلاله بشكره و لرسوله عليه السلام بعظيم قدره، و يواصل أهل الإيمان بما
يقدر عليه من برّه و يختمه بخاتمه كلّ يوم أشرنا فيما سلف إلى تعظيم أمره و يستقبل
كلّما يبلغ اجتهاده من الطّاعات و الخيرات إليه، فإنّ حقّ اللَّه جلّ جلاله و حقّ
رسوله صلوات اللَّه عليه و آله و خاصّته لا يقضى، و ان اجتهد الإنسان بغاية
إرادته، لانّ المنة لهم سابقة و لا حقة و باطنة و ظاهرة و ماضية و حاضرة.
اما تعرف انّك لو وهبت
غلامك أنعاما عليه، أو أعطيت عبدك شيئا من الدنيا و سلّمته إليه ثمّ منّ عليك
بشيء منه أنكرت ذلك عليه، و كذلك لو هديت ضالًّا، فمنّ عليك بشيء من هداياتك كنت
قد عددته ظالماً و جاحداً حقوق مقاماتك، و لا يخفى عليك ان كنت من المسلمين انّ
كلّما أنت فيه بطريق سيّد المرسلين و عترته الطاهرين عليهم الصلاة و السلام
أجمعين.
الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 168