responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 109

من الأشرار، فصار معه كالمشغول صلوات اللَّه عليه بحفظ نفسه من ذلّ صاحبه و ضعفه، زيادة على ما كان مشغولًا صلوات اللَّه عليه و آله بحفظ نفسه.

و من أسرار هذه المهاجرة أنّ مولانا علي عليه السلام بات على فراش المخاطرة، و جاد بمهجته لمالك الدنيا و الآخرة، و لرسوله صلوات اللَّه عليه فاتح أبواب النعم الباطنة و الظاهرة، و لو لا ذلك المبيت و اعتقاد الأعداء أنّ النائم على الفراش هو سيد الأنبياء، و الّا ما كانوا صبروا عن طلبه إلى النهار حتى وصل إلى الغار، و كانت سلامة صاحب الرّسالة من قبل أهل الضلالة، صادرة عن تدبير اللَّه جلّ جلاله بمبيت مولانا علي عليه السلام في مكانه، و آية باهرة لمولانا علي عليه السلام شاهدة بتعظيم شأنه و أَسَفاً لأجل وصيّه عليه أفضل السلام في الثبوت في ذلك المقام.

و انزل اللَّه جلّ جلاله في مقدس قرآنه‌ «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ»[1]، فأخبر أن سريرة مولانا علي عليه السلام كانت بيعاً لنفسه الشريفة و طلباً لمرضاة اللَّه جلّ جلاله دون كل مراد.

و قد ذكرنا في الطرائف من روى هذا الحديث من المخالف و مباهاة اللَّه جلّ جلاله تلك الليلة بجبرئيل و ميكائيل في بيع مولانا علي عليه السلام بمهجته، و انه سمح بما لم يسمح به خواصّ ملائكته‌[2].

و منها: انّ اللَّه جلّ جلاله زاد مولانا علياً عليه السلام من القوّة الإلهية و القدرة الربانية إلى انّه ما قنع له ان يفدي النبي صلوات اللَّه عليه بنفسه الشريفة النبي صلوات اللَّه عليه بنفسه الشريفة حتّى أمره ان يكون مقيماً بعده في مكّة مهاجراً للأعداء، و انّه قد هربه منهم و ستره بالمبيت على الفراش و غطّاه عنهم، و هذا ما لا يحتمله قوّة البشر الّا بآيات باهرة من واهب النفع و دافع الضرر.

و منها: ان اللَّه جلّ جلاله لم يقنع لمولانا علي عليه السلام بهذه الغاية الجليلة، حتّى‌


[1] البقرة: 207.
[2] الطرائف: 26، مسندأحمد بن حنبل 1: 331، العمدة: 123، إحقاق الحق (عن الثعلبي) 6: 479، البحار 36:41.الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست