responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 443

و وعدهم به جدّه محمّد عليهما أَفضل الصلوات على قدومه، ما لو كان حاضرا ظفروا به من السّعادات، ليراهم اللَّه جلّ جلاله على قدم الصفا و الوفاء لملوكهم الّذين كانوا سبب سعادتهم في الدنيا و يوم الوعيد و ليقولوا ما معناه:

اردّد طرفي في الدّيار فلا أَرى‌

وجوه أَحبّائي الّذين أريد

فالمصيبة بفقده على أَهل الأديان، أَعظم من المصيبة بفقد شهر رمضان، فلو كانوا قد فقدوا والدا شفيقا أَو أَخا معاضدا شقيقا، أو ولدا بارّا رفيقا، أما كانوا يستوحشون لفقده، و يتوجّعون لبعده، و أَين الانتفاع بهؤلاء من الانتفاع بالمهديّ خليفة خاتم الأنبياء، و إِمام عيسى بن مريم في الصّلاة و الولاء، و مزيل أَنواع البلاء و مصلح أمور جميع من تحت السّماء.

ذكر ما يحسن أَن يكون أَواخر ملاطفته لمالك نعمته، و استدعاء رحمته:

و هو ما

رويناه بإسنادنا إِلى الشيخ أَبي محمّد هارون بن موسى التلّعكبري رضي اللَّه عنه بإسناده إِلى محمّد بن عجلان قال: سمعت أَبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: كان عليّ بن الحسين عليه السّلام إِذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له و لا أَمة، و كان إِذا أذنب العبد و الأمة يكتب عنده أَذنب فلان، أَذنبت فلانة، يوم كذا و كذا، و لم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب‌[1].

حتّى إِذا كان آخر ليلة من شهر رمضان، دعاهم و جمعهم حوله، ثمّ أَظهر الكتاب ثمّ قال: يا فلان فعلت كذا و كذا و لم اؤدّبك أَ تذكر ذلك؟ فيقول: بلى يا بن رسول اللَّه، حتّى يأتي على آخرهم و يقرّرهم جميعا.

ثمّ يقوم وسطهم و يقول لهم: ارفعوا أَصواتكم و قولوا: يا عليّ بن الحسين إِنَّ ربّك قد أَحصى عليك كلّ ما عملت، كما أَحصيت علينا كلّ ما عملنا، و لديه كتاب ينطق عليك بالحقّ، لا يغادر صغيرة و لا كبيرة مما أَتيت إِلّا أَحصاها، و تجد كلّ ما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كلّ ما عملنا لديك حاضرا، فاعف و اصفح كما ترجو من المليك‌


[1] الآداب (خ ل). الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست