responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 200

تقيّة و لمصالح دينيّة، أو لغير ذلك من التأويلات المرضيّة.

و قد تقدّم ذكرنا انّهم عليهم السلام عارفون بليلة القدر و روايات و تأويلات كافية في هذا الأمر.

أقول: و ان كان المراد بهذا إنزال الملائكة و الروح فيها ليلة القدر خاصّة، فينبغي لمن يعتقد انّ ليلة القدر إحدى الثلاث ليال الّتي ذكرناها، الّا يقول في كلّ يوم من الشّهر هذا اللفظ، بل يقول ما معناه:

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ قَضَيْتَ انَّنِي أَبْقى إِلى‌ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَافْعَلْ بِي كَذا وَ كَذا مِنَ الدُّعاءِ الْمَذْكُورِ، وَ إِنْ كُنْتَ قَضَيْتَ انَّنِي لا أَبْقى فَابْقِنِي إِلى‌ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَ ارْزُقْنِي فِيها كَذا وَ كَذا.

و ان يطلق اللّفظ المذكور في الدّعاء يوم ثامن عشر و يوم عشرين منه و يوم اثنين و عشرين، لتجويز ان يكون كلّ ليلة من هذه الثلاث الليالي المستقبلة ليلة القدر، ليكون الدّعاء موافقا لعقيدته و مناسبا لإرادته.

أقول: و ان كان الدّاعي بهذا الدّعاء ممّن يعتقد جواز أن يكون ليلة القدر كلّ ليلة مفردة من الشهر، أو في المفردات من النّصف الآخر، أو من العشر الآخر، فينبغي أن يقتصر في هذه الألفاظ الّتي يقول فيها: وَ إِنْ قَضَيْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلائِكَةِ وَ الرُّوحِ فِيها، عَلى‌ الأوقات الّتي يعتقد جواز ليلة القدر فيها، لئلّا يكون في دعائه مناقضا بين اعتقاده و بين لفظه بغير مراده.

أقول: و كذا قد تضمّن هذا الدّعاء و كثير من أدعية شهر رمضان طلب الحجّ، فلا ينبغي أن يذكر الدّعاء بالحجّ إلّا من يريده، و امّا من لا يريد الحجّ أصلا، و لو تمكّن منه، فانّ طلبه لما لا يريده و لا يريد أن يوفّق له، يكون دعاؤه غلطا منه، و كالمستهزئ الّذي يحتاج إلى طلب العفو عنه، بل يقول:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي ما تَرْزُقُ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الْحَرامِ مِنَ الإِنْعامِ وَ الإِكْرامِ.

أقول: و لقد سمعت من يدعو بهذا الدّعاء على إطلاقه في طلب ليلة القدر من أوّل يوم من الشهر إلى آخر يوم منه و يقول في آخر يوم، و هو يوم الثلاثين: وَ إِنْ كُنْتَ قَضَيْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلائِكَةِ وَ الرُّوحِ فِيها.

الإقبال بالأعمال الحسنة

اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست