responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 725

الخامس عند عمل كل شهر ما لا غنى لمن يريد مراقبة الله جل جلاله عنه و روينا أخبارا أن عمل كل شهر يرفع إلى الله جل جلاله في آخر خميس منه فينبغي الاجتهاد في آخر خميس من شعبان في تطهير سرائرك التي هي عيار الأعمال في الزيادة و النقصان و الأعمال بالنيات و تستدرك فارطها و تتم نقصانها بغاية الإمكان و تعرضها مع ما يصل الجهد إليه عرض الخائف من ردها عليه فإن لم يكن في أعمالنا إلا أن نشاطنا لمطالبنا الدنيوية و اشتغالنا بشهواتها الطبيعية أرجح من مهمات الله جل جلاله و من مراداته و فرحنا بقضاء حاجتنا الفانية أكثر من سرورنا بخدمة الله عز اسمه و طاعاته و هذا سقم ظاهر لا ريب فيه و بعيد أن تخلو الأعمال من دواهيه و يكون تسليم عملك آخر يوم خميس من شعبان إلى الذين تعرض عليهم الأعمال في ذلك اليوم من ثواب الرحمن و يسلمها إليهم تسليم ضيفهم و عبدهم و ضيعة [صنيعة] رفدهم و رعيتهم الهارب من نفسه و هواه و من عدل مولاه إلى الدخول في ظلهم و التمسك بأذيال مجدهم و فضلهم و مع عرض الأعمال آخر خميس من هذا الشهر كما ذكرناه فلا بد أن تعرضها في أجزاء الشهر عرضا آخر بالاستظهار الذي حررناه فلقد قدمنا في الجزء الأول من هذا الكتاب ما يدل على ما يعرفه الإنسان من نفسه من سوء الآداب على مالك يوم الحساب.

فَرُوِّينَا أَنَّهُ يُنَادِي مَلَكٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ أَيُّهَا النَّاسُ قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِكُمْ.

و أنت تعلم ما بين الظهرين و بين العشاءين من الوقت اليسير و مع هذا فهذا الحديث يقتضي أنه ما يسلم العبد فيما بين هذين الوقتين من حال يقتضي استحقاق النار و خطرها الكبير فاعرض من عمل هذا الشهر السعيد عند آخر يوم منه عرض أعمال لئام العبيد على مولاهم العظيم المجيد و عرض أعمال أهل الإباق و التشرد و الجفاء على مالك ما عاملهم بغير الصفاء و الوفاء و ستر العيوب و التجاوز عن المعاجلة عن الذنوب يقول سيدنا السيد الإمام الأوحد البارع الورع الفاضل الكامل‌

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 725
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست