اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 672
الطاهرين في أن يظهر رسالته عن رب العالمين إلى الخلائق أجمعين كانت
السعادة بإشراق شموسها و تعظيمها و تقديمها [و تقديسها] على قدر ما أحيا الله جل
جلاله بنبوته من موات الألباب و أظهر بقدس رسالته من الآداب و فتح بهدايته من
الأبواب إلى الصواب و ذلك مقام يعجز عن بيانه منطق اللسان و القلم و الكتاب و لا
تحصيه الخواطر و لا تطلع على معانيه البصائر و لا تعرف له عددا قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ
الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ
مَدَداً و أنت إذا أنصفت علمت أن الأمم كانت تائهة في الضلال و قد أحاط بها
استحقاق الاستيصال و قد كانت اليهود في قيود ضلالها لمخالفة موسى ع و النصارى
هالكة بسوء مقالها في عيسى ع و العرب و من تابعها سالكة سبيل الدواب و الأنعام و
فاقدة لفوائد الأحلام بعبادة الأصنام و بحر الغضب من الله جل جلاله قد أشرف على
أرواح أهل العدوان و أمواج العطب قد أحاطت بنفوس ذوي الطغيان و نيران العذاب قد
تعلقت بالرقاب و سعت إلى الفتك بالأجساد و رسل الانتقام قد أشمتت بأهل الإلحاد و
العناد و قلوب الأعداء و الحساد و أهل الضلال ذوو عيون غير ناظرة و عقول غير حاضرة
و قلوب غير باصرة و جوارح غير ناضرة و قد خذل بعض بعضا بلسان الحال من شدة تلك
الأهوال فبعث محمد ص من مجلس الغضب و المقت و العذاب و إنكاله إلى الأمم المتعرضة
لتعجيل العقاب و استيصاله و هو واحد في العيان منفرد عن الإخوان و الأعوان يريد
مقاتلة جميع من في الوجود من أهل الجحود برأي قد احتوى على مسالك الأداء [الآراء]
و استوى على ممالك الأقوياء و جنان قد خضع له إمكان الإبطال و بيان قد خشع له لسان
أهل المقال و الفعال و نور قد رجعت جيوش الظلمات به مكسورة و رءوس الجهالات بلهبه
مقهورة و قدم قد مشى على الرءوس و النفوس و همم [هم] قد حكمت بإزالة الضرر و
النحوس فسرى نسيم أرج ذلك التمكين و التلقين [التعلين] و روج حياة ذلك السبق
للأولين و الآخرين في اليوم السابع و العشرين من شهر رجب بالعجب و شرف المنقلب و
استشقته [فاستنشقه] عقول كانت هامدة أو بائدة و استيقظت به قلوب كانت راقدة و جرى
شراب العافية بكأس آرائه العالية في أماكن أسقام الأنام فطردها و أحاط
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 672