فصل فيما نذكره مما
ينبغي في إحياء هذه الليلة و العناية بها و الخاتمة لها
اعلم أنه إذا كانت هذه
ليلة النصف على ما أشرنا إليه و دلنا الله جل جلاله عليه من عظيم فضلها و شرف
محلها فينبغي أن يكون المصدق لله و للرسول الموافق للإقبال و القبول على قدم
المراقبة طول ليلة و الاعتراف لله جل جلاله بالمنة العظيمة في استصلاحه لخدمته و
عبادته و يصحبها حضور العقل و القلب بين يدي الرب مشغول الخاطر و السرائر و
الظواهر بمجالسة مولاه مالك الأوائل و الأواخر واجدا أنس المحاضرة و لذة المحاورة
و شرف المجاورة [و] إذا قرب طلوع فجرها وطئ بساط برها فيقبل على الله جل جلاله
بالإخلاص و يسلم عقله [عمله] إلى من كان ضيفا له من أهل الاختصاص و يتوجه إليهم
[بهم] بالله العظيم و [إليه بهم] بمقامه الكريم في أن يتمموا نقص أعماله و
يعظموا مقام إقباله و يظفروه بتمام آماله.
فصل فيما نذكره من أسرار
استقبال يوم النصف من رجب
اعلم أن هذا اليوم فيه من
الأسرار و إطلاق المبار و غنى أهل الإعسار و جبر أهل الانكسار ما قد تضمنه صريح
الأخبار فابسط عند استقباله أكف التعرض لمواهبه و نواله [و] أقبل بوجهه قلبك على
عظمة
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 656