responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 634

فصل فيما نذكره مما ينبغي أن يكون العارف عليه من المراقبات في أول ليلة من شهر رجب إذا تفرغ من العبادات و المرويات و المكرمات‌

اعلم أن هذه الليلة موسم جليل المقام جزيل الإنعام أراد الله جل جلاله من عباده أن يطيعوه في [من‌] مراده بإحيائها بعباداته فطلب [و طلب‌] إسعاده و إنجاده و إرفاده و هباته فاذكر لو أن ملك زمانك أحضرك و أطلق عنان إمكانك في أن تكون ليلة من عدة شهور حاضرا فيها بين يديه لتطلب منه ما تحتاج إليه و تكون أنت فقيرا في كل أمورك إليه كيف كنت تكون مع ذلك السلطان فاجعل حالك مع الله جل جلاله في هذه الليلة على نحو ذلك الاجتهاد بغاية الإمكان و لا تكن حرمة الله جل جلاله و هيبة حضرته و ما دعاك إليه من خدمته و عرض عليك من نعمته دون عبد من عباده و ارحم نفسك أن يراك فيها مهونا باتباع مراده فكأنك قد أخرجت نفسك من حمى أمان هذا الشهر العظيم الشأن و عرضت نفسك للهوان أو الخذلان و قد نبهنا فيما ذكرناه في أمثال هذه الليلة التي تحيا بالعبادة على ما يستغنى به عن الزيادة فإن لم تظفر بمعناه فاعلم أن المراد من إحيائها الذي ذكرنا أن تكون حركاتك و سكناتك و إراداتك و كراهاتك في هذه الليلة السعيدة على نية أنها عبادات الله جل جلاله خالصة لأبوابه المقدسة المجيدة كما أنك إذا جالست فيها أعظم سلطان في الوجود فإن نفسك مراغبة لرضاه كيف كنت من قيام و قعود و مأكول و مشروب و مطلوب و محبوب و لا يكلفك الله ما لا تقدر عليه بل ما يصح منك لسلطان هو مملوكه و من أفقر الفقراء إليه و إن غلبك نوم فيكون نوم المتأدبين بين يدي رب العالمين الذين يقصدون بالرقاد القوة على طاعته و زيادة الاجتهاد و تسلم أعمالك فيها بلسان الحال و المقال إلى من يكون حديث تلك الليلة إليه من الحماة و الخفراء في الأيام و الأعمال ليتم ما نقص عليك و يكون فيما تحتاج إليه من الله جل جلاله شفيعا لك و بين يديك.

فصل فيما نذكره من فضل أول يوم من رجب و صومه‌

رُوِّينَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ وَ أَمَالِيهِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ أَلَا إِنَّ رَجَبَ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ [الْأَصَبُ‌] وَ هُوَ شَهْرٌ عَظِيمٌ وَ إِنَّمَا سُمِّيَ الْأَصَمَّ لِأَنَّهُ لَا يُقَارِبُهُ [يقربه‌] شَهْرٌ مِنَ الشُّهُورِ حُرْمَةً وَ فَضْلًا عِنْدَ اللَّهِ وَ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُعَظِّمُونَهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا تَعْظِيماً وَ فَضْلًا أَلَا إِنَّ رَجَبَ شَهْرُ اللَّهِ وَ شَعْبَانَ شَهْرِي وَ رَمَضَانَ شَهْرُ أُمَّتِي أَلَا فَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْماً إِيمَاناً وَ احْتِسَاباً اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَ أَطْفَأَ صَوْمُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ غَضَبَ اللَّهِ وَ أَغْلَقَ عَنْهُ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ وَ لَوْ أُعْطِيَ مِلَأَ الْأَرْضِ ذَهَباً مَا كَانَ بِأَفْضَلَ مِنْ صَوْمِهِ وَ لَا يَسْتَكْمِلُ أَجْرَهُ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الدُّنْيَا دُونَ الْحَسَنَاتِ إِذَا أَخْلَصَهُ لِلَّهِ وَ لَهُ إِذَا أَمْسَى عَشْرُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ إِنْ دَعَا بِشَيْ‌ءٍ مِنْ جاعل [عَاجِلِ‌] الدُّنْيَا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَ إِلَّا ادَّخَرَ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ أَفْضَلَ مَا دَعَا بِهِ دَاعٍ مِنْ أَوْلِيَائِهِ وَ أَحِبَّائِهِ وَ أَصْفِيَائِهِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورْيَسْتِيُّ فِي كِتَابِ الحسيني [الْحُسْنَى‌] بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْبَاقِرِ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.

فصل فيما نذكره من فضل صوم أول يوم من رجب و يوم من وسطه و يوم من آخره‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مِنْ أَمَالِيهِ وَ مِنْ عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا بِإِسْنَادِهِ إِلَى الرِّضَا ع قَالَ: مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ رَغْبَةً فِي ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ وَسَطِهِ شُفِّعَ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ مَنْ صَامَ يَوْماً فِي آخِرِهِ جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ وَ شَفَّعَهُ فِي أَبِيهِ وَ أُمِّهِ وَ ابْنِهِ وَ ابْنَتِهِ وَ أَخِيهِ وَ أُخْتِهِ وَ عَمِّهِ وَ عَمَّتِهِ وَ خَالِهِ وَ خَالَتِهِ وَ مَعَارِفِهِ وَ جِيرَانِهِ وَ إِنْ كَانُوا مُسْتَوْجِبِي النَّارَ.

فصل فيما نذكره من صوم أول يوم من رجب و ثلاثة أيام لم يعين وقتها

رُوِّينَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ مِنْ كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع‌ رَجَبٌ شَهْرٌ عَظِيمٌ يُضَاعِفُ اللَّهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ مَنْ صَامَ يَوْماً

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 634
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست