أقول و وجدت في بعض كتب
عمل رجب صلاة في ليلة من الشهر فرأيت أن ذكرها في أول ليلة أليق بها لأنها ليلة
تحيا بالعبادات فيحتاج إلى زيادة الطاعات و لأن الإنسان لا يدري إذا أخر هذه
الصلاة عن أول ليلة هل يتمكن منها في غيرها أم لا و هذه الصلاة تروى.
و اعلم أن الذي تجده في
كتابنا هذا من فضل صلوات من [في] ليالي رجب و ليالي شعبان و فضل صوم كل يوم من
هذين الشهرين و تعظيم الثواب و الإحسان بكله مشروط بالإخلاص و من جملة إخلاص أهل
الاختصاص ألا يكون قصدك بهذا العمل مجرد هذا الثواب بل تعبد به رب الأرباب لأنه
أهل لعبادة ذوي الألباب و هذه عقبة صعبة تبعد السلامة منها و منها أن لا تعجبك
نفسك بعمل و لا تتكل على عملك فإنك إذا فكرت فيما عمل الله جل جلاله معك قبل أن
يخلقك من عمارة الدنيا لمصلحتك و قد خلق آدم ع إلى زمان عبادتك و ما تحتاج أن
يعمله جل جلاله معك في دوام آخرتك رأيت عملك لا محل له بالنسبة إلى عمله جل جلاله
معك و إذا وجدت في كتابنا أن من عمل كذا فله مثل عمل الأنبياء و الأوصياء و
الشهداء و الملائكة ع فلعل ذلك أنه يكون مثل عمل أحدهم [ها] إذا عمل هذا الذي
يعمله دون سائر أعمالهم أو يكون له تأويل آخر على قدر ضعف حالك و قوة حالهم فلا
تطمع نفسك بما لا يليق بالإنصاف و لا تبلغ بها ما لا يصح لها من الأوصاف و لا
تستكثر الله جل جلاله شيئا من العبادات فحقه أعظم من أن يؤديه أحد و لو بلغ غايات
و يقع الطاعات لك دونه جل جلاله في الحياة بعد الممات ذكر ما نورده من إجابة الدعاء
في رجب نذكر الحديث مختصرا و هو أن رجلا مر برجل أعمى مقعد فقال أ ما كان هذا يسأل
الله تعالى العافية فقيل له أ ما تعرف هذا هذا الذي بهله بريق و كان اسم بريق
عياضا فقال ادع لي عياضا فدعاه فقال حدثني حديث بني الضيعاء قال إنه حديث جاهلية و
إنه
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 630