ثم ذكر تمام الحديث أقول و
من حيث انقرض ملك بني العباس لم أجد و لا أسمع برجل من أهل البيت يشير بالتقى و
يعمل بالهدى و لا يأخذ في حكمه الرشا كما قد تفضل الله به علينا باطنا و ظاهرا و
غلب ظني أو عرفت أن ذلك إشارة إلينا و إنعام فقلت ما معناه يا الله إن كان هذا
الرجل المشار إليه أنا فلا تمنعني من صوم هذا يوم ثالث عشر ربيع الأول على عادتك و
رحمتك في المنع مما تريد منعي منه و إطلاقي فيما تريد تمكيني منه فوجدت إذنا و
أمرا بصوم هذا اليوم و قد تضاحى نهاره فصمته و قلت في معناه يا الله إن كنت أنا
المشار إليه فلا تمنعني من صلاة الشكر و أدعيتها فقمت فلم أمنع بل وجدت لشيء
مأمور فصليتها و دعوت بأدعيتها و قد رجوت أن يكون الله تعالى برحمته قد شرفني
بذكري في الكتب السالفة على لسان الصادق ع فإن منا [فإننا] قبل الولاية على
العلويين كنا في تلك الصفات مجتهدين و بعد الولاية على العلويين زدنا في الاجتهاد
في هذه الصفات و السيرة فيهم بالتقوى و المشورة بها و العمل معهم بالهدى و ترك
الرشا قديما و حديثا لا يخفى ذلك على من عرفنا و لم يتمكن أحد في هذه الدولة
القاهرة من العترة الطاهرة كما تمكنا نحن من صدقاتها المتواترة و استجلاب الأدعية
الباهرة و الفرامين [القراءين] المتضمنة لعدلها و رحمتها المتظاهرة و قد وعدت أن
كل سنة أكون متمكنا على عادتي من عبادتي أعمل فيه ما يهديني الله إليه من الشكر و
سعادة دنياي و آخرتي و كذلك ينبغي أن تعمله ذريتي فإنهم مشاركون فيما تضمنته
كرامتي و وجدت بشارتين فيما ذكرته في كتاب البشارات في الملاحم تصديق أن المراد
نحن بهذه المراحم و المكارم.
فصل فيما نذكره من أنه
ينبغي صوم اليوم الرابع عشر من ربيع الأول
أقول: كان شيخنا المفيد رضي الله عنه قد جعل هلاك بعض أعداء الله جل جلاله
في يوم من الأيام يقتضي استحباب
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 600