أقول: فينبغي أن يكون تلك الليلة عندك من ليالي الإقبال و تتقرب فيها إلى
الله جل جلاله لصالح الأعمال فإنها كانت فيها ابتداء غرس شجرة الحكمة الإلهية و
الرحمة النبوية بإنشاء أئمة البلاد و العباد و الحجج لسلطان المعاد و الحفظة
للشرائع و الأحكام و الملوك للإسلام و الهادين إلى شرف دار المقام و توسل بما في
تلك الليلة السعيدة من الأسرار المجيدة في كل حاجة لك قريبة أو بعيدة
يقول علي بن موسى بن
طاوس مصنف هذا الكتاب كتاب الإقبال و كنت لما رأيت هذه الإشارة من الشيخ المفيد
محمد بن محمد بن النعمان تغمده الله بالرحمة و الرضوان
بأن فاطمة ع كان وقت دخولها على مولانا و إمامنا أمير المؤمنين علي ع ليلة إحدى و
عشرين من محرم.
أكاد أن أتوقف في العمل
عليها و أجد خلافا في روايات وقفت عليها فلما حضرت ليلة إحدى و عشرين من محرم سنة
خمس و خمسين و ست مائة و أنا إذ ذلك ببغداد في داري بالمقيدية عرفت ذريتي و عيالي
و جماعتي بما ذكره الشيخ المفيد قدس الله روحه ليقوموا في العمل و ذكره مشروحة و
جلست أنظر في تذييل محمد بن النجار لأختار منه ما عزمت عليه من أخباره و فوائد
أسراره فوقع نظري اتفاقا على حديث طريف يتضمن زفاف فاطمة ع لمولانا علي ع كرامة
لله جل جلاله و كرامة لأهل بيت النبوة فقلت عسى أن يكون هذا الاتفاق مؤيدا للشيخ
المفيد فيما اعتمد هو عليه و يكون هذه الليلة ليلة الزفاف المقدس الذي أشار إليه
فإن هذا الحديث ما أذكر أنني وقفت من قبيل هذه الليلة عليه و خاصته [خاصة] من هذا
الطريق و ها أنا ذا أذكر الحديث و بالله العصمة و التوفيق فأقول قد رأيت في هذه
الليلة زفاف فاطمة والدتنا المعظمة ص الحديث المشار إليه من طرق الأربعة المذاهب
فأحببت ذكره هاهنا.