responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 583

ص و روى حديث علم محمد بن عبد الله بن الحسن أنه يقتل أحمد بن إبراهيم في كتاب المصابيح الفصل المتقدم و مما يزيدك بيانا أن بني الحسن ع ما كانوا يعتقدون متأخر عن هذا الحديث إلى أول حديث ما رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي.

فصل فيما نذكره مما يختم به يوم عاشوراء و ما يليق أن تكون بعده بحسب ما أنت عليه من الوفاء

اعلم أن أواخر النهار يوم عاشوراء كان اجتماع حرم الحسين ع و بناته و أطفاله في أسر الأعداء و مشغولين بالحزن و الهموم و البكاء و انقضى عنهم آخر ذلك النهار و هم فيما لا يحيط به قلمي من الذل و الانكسار و باتوا تلك الليلة فاقدين لحمائهم و رجالهم و غرباء في إقامتهم و ترحالهم و الأعداء يبالغون في البراءة منهم و الإعراض عنهم و إذلالهم ليتقربوا بذلك إلى المارق عمر بن سعد موتم أطفال محمد و مقرح الأكباد و إلى الزنديق عبيد الله بن زياد و إلى الكافر يزيد بن معاوية رأس الإلحاد و العناد حتى لقد رأيت.

فِي كِتَابِ الْمَصَابِيحِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: قَالَ لِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ سَأَلْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَنْ حَمْلِ يَزِيدَ لَهُ فَقَالَ حَمَلَنِي عَلَى بَعِيرٍ يَظْلَعُ بِغَيْرِ وِطَاءٍ وَ رَأْسُ الْحُسَيْنِ ع عَلَى عَلَمٍ وَ نِسْوَتُنَا خَلْفِي عَلَى بِغَالٍ فأكف وَ الْفَارِطَةُ خَلْفَنَا وَ حَوْلَنَا بِالرِّمَاحِ إِنْ دَمَعَتْ مِنْ أَحَدِنَا عَيْنٌ قُرِعَ رَأْسُهُ بِالرُّمْحِ حَتَّى إِذَا دَخَلْنَا دِمَشْقَ صَاحَ صَائِحٌ يَا أَهْلَ الشَّامِ هَؤُلَاءِ سَبَايَا أَهْلِ الْبَيْتِ اللعون [الْمَلْعُونِ‌].

أقول فهل جرى لأبيك و أمك من يعز عليك مثل هذا البلاء و الابتلاء الذي لا يجوز أن يهون عليك و لا أحد من المسلمين و لا على من يعرف منازل أولاد الملوك و السلاطين أقول فإذا كان أواخر نهار يوم عاشوراء فقم تائما [قائما] و سلم على رسول الله ص و على مولانا أمير المؤمنين و على مولانا الحسن بن علي و على سيدتنا فاطمة الزهراء و عترتهم الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين و عزهم على هذه المصائب بقلب محزون و عين باكية و لسان ذليل بالنوائب ثم اعتذر إلى الله جل جلاله و إليهم من التقصير فيما يجب لهم عليك و أن يعفوا عما لم تعمله مما كنت تعمله مع من يعز عليك فإنه من المستبعد أن تقوم في هذا المصاب الهائل بقدر خطبه النازل و اجعل كلما يكون من الحركات و السكنات في الجزع عليه خدمة لله جل جلاله و متقربا بذلك إليه و اسأل من الله جل جلاله و منهم ما يريدون أن يسأله منهم و ما أنت محتاج إليه و إن لم تعرفه و لم تبلغ أملك إليه فإنهم أحق أن يعطوك على قدر إمكانهم و يعاملوك بما يقصر عنه سؤالك من إحسانهم أقول و لعل قائلا يقول هلا كان الحزن الذي يعملونه من أول عشر المحرم قبل وقوع القتل يعملونه بعد يوم عاشوراء لأجل تجدد القتل فأقول إن‌

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 583
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست