responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 422

يغني عن ذكر الروايات و قد كنا قدمنا عند ذكر ليلة عرفة حديث مولانا الباقر ع بما معناه أن الإقامة عند الحسين ع حتى يعيد للأضحى يحفظ المقيم عنده من شر سنته و أما لفظ ما نذكره في هذا اليوم في [من‌] زيارته فقد كنا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر و جناح المسافر زيارتين يختص بهذا الميقات و ليس هذا الكتاب مما نقصد به ذكر الزيارات فإن وجدت تلك الزيارتين و إلا فزر الحسين ع ليلة الأضحى و يوم الأضحى بما ذكرناه في هذا الكتاب من الزيارة ليوم عرفة فإنها كافية عند أهل المعرفة.

فصل فيما نذكره مما ينبغي أن يكون أهل السعادات و الإقبال عليه يوم الأضحى من الأحوال‌

اعلم أننا قد ذكرنا في عيد شهر رمضان ما فتحه علينا مالك القلب و اللسان من الآداب عند استقبال ذلك العيد و آداب ذلك النهار ما تستغني به الآن عن التكرار لكن يمكن أنك لا تقدر على نظر ما قدمناه و لا تعرف معناه فنذكر عرف ما يفتح الله جل جلاله عليه و يحسن به إلينا فنقول اذكر أيها الإنسان أن الله جل جلاله سبقك بالإحسان قبل أن تعرفه و قبل أن تتقرب إليه بشي‌ء من الطاعات فهيأ لك كلما كنت محتاجا إليه من المهمات حتى بعث لك رسولا من أعز الخلائق عليه يزيل ملوك الكفار و يقطع دابر الأشرار الذين يحولون بينك و بين فوائد أسراره و يشغلونك عن الاهتداء بأنواره فأطفأ نار الكافرين و أذل رقاب ملوك اليهود و النصارى و الملحدين و لم يكلفك أن تكون في تلك الأوقات من المجاهدين و لا تكلفت خطرا و لا تحملت ضررا في استقامة هذا الدين و جاءتك العبادات في عافية و نعمة صافية مما كان فيه سيد المرسلين و خواص عترته الطاهرين صلوات الله عليه و عليهم أجمعين و مما جاهد عليه و وصل إليه السلف من المسلمين فلا تنس المنة عليك و [في‌] سلامتك من تلك الأهوال و ما ظفرت به من الآمال و الإقبال و جر [جبرا] بلسان الحال بنظرك و اذكر بخاطرك القتلى الذين سفكت دماؤهم في مصلحتك و هدايتك من أهل الكفر و [من‌] أهل الإسلام حتى ظفرت أنت بسعادتك و كم خرب من بلاد عامرة و أهلك من أمم غابرة ثم اذكر إبراز الله جل جلاله أسراره بيوم العيد و أظهر لك أنواره بذلك الوقت السعيد من مخزون ما كان مستورا عن الأمم الماضية و القرون الخالية و جعلك أهلا أن تزور عظمته و حضرته [خطرته‌] فيه و تحدثه بغير واسطة و تناجيه فهل كان هذا في [من‌] حسنات نطفتك أو علقتك أو مضغتك أو لما كنت جنينا ضعيفا أو لما صرت رضيعا [راضعا] لطيفا أو لما كنت ناشيا [ماشيا] صغيرا أو هل وجدت لك في ذلك تدبيرا فكن رحمك الله عبدا مطيعا و مملوكا سميعا لذلك المالك السالك بك في تلك المسالك الواقي لك من المهالك فو الله إنه لقبيح [ليقبح‌] بك مع سلامة عقلك و ما وهب لك من فضله الذي صرت تعتقده من فضلك أن تعمى أو تتعامى عن هذا الإحسان الخارق للألباب أو أن تشغل عنه أو تؤثر عليه شيئا من الأسباب أقول فاستقبل هداية الله جل جلاله إليك يوم عيده بتعظيمه و تمجيده و القيام بحق وعوده و الخوف من وعيده فرحك و سرورك بما في ذلك من المسار و المبار على قدر الواهب جل جلاله و على قدر ما كنت عليه من ذل التراب و عقبات النشأة الأولى و ما كان فيها من الأخطار و ترددك في الأصلاب و الأرحام ألوفا كثيرة من الأعوام يسار بك في تلك المضايق على مركب السلامة من العوائق حتى وصلت إلى هذه المسافة و أنت مشمول بالرحمة و الرأفة و موصول بموائد الضيافة آمنا من المخافة فالعجب كل العجب لك‌

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 422
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست