responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 321

مُشْرِكٌ بَعْدَ مَأْمَنِهِ وَ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص عَهْدٌ فَعُهْدَتُهُ إِلَى مُدَّتِهِ.

و قال في حديث آخر و كانت العرب في الجاهلية تطوف بالبيت عراة و يقولون لا يكون علينا ثوب حرام و لا خالطه إثم و لا نطوف إلا كما ولدتنا أمهاتنا و قال بعض نقلة هذا الحديث‌

إِنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ ص‌ فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي لِأَبِي بَكْرٍ أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ لَمَّا اعْتَذَرَ مِنْ [عَنْ‌] إِنْفَاذِهِ إِلَى الْكُفَّارِ.

معناه إنك كنت معي في الغار فجزعت ذلك الجزع حتى أني سكنتك و قلت لك لا تحزن و ما كان قد ناشز لقاء المشركين و ما كان لك أسوة بنفسي فكيف تقوى على لقاء الكفار بسورة براءة و ما أنا معك و أنت وحدك و لم يكن النبي ص ممن يخاف على أبي بكر من الكفار أكثر من خوفه على علي ع لأن أبا بكر ما كان جرى منه أكثر من الهرب منهم و لم يعرف له قتيل فيهم و لا جريح و إنما كان علي ع هو الذي يحتمل في المبيت على الفراش حتى سلم النبي ع منهم و هو الذي قتل منهم في كل حرب فكان الخوف على علي ع من القتل أقرب إلى العقل أقول و قد مضى في الحديث الأول‌

أَنَّ مَوْلَانَا عَلِيّاً ع بَعَثَهُ النَّبِيُّ ص لِرَدِّ أَبِي بَكْرٍ وَ تَأْدِيَةِ آيَاتِ بَرَاءَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ.

فينبغي أن نذكر كيف أحوج الحال إلى هذا الإرسال بعد فتح مكة فنقول إننا وجدنا في كتب من التواريخ و غيرها أن النبي ص فتح مكة سنة ثمان من الهجرة [هجرته‌] و استعمل على أهلها عتاب بن أسيد بن العيص بن أمية بن عبد شمس ثم اجتمعت هوازن و قدموا لحربه ع فخرج من مكة إلى هوازن فغنم أموالهم ثم مضى إلى الطائف ثم رجع من الطائف إلى الجغرانة [الجعرانة] فقسم بها غنائم [غنائمهم‌] ثم دخل مكة ليلا معتمرا فطاف بالبيت و سعى بين الصفا و المروة و قضى عمرته و عاد إلى الجغرانة [الجعرانة] و منها توجه إلى المدينة و لم يحج ع تلك السنة فلما حج الناس سنة ثمان و لم يحج النبي ص فيها حج المسلمون و عليهم عتاب بن أسيد لأنه أمير مكة و حج المشركون من أهل مكة و غيرها ممن أراد الحج من الذين كان لهم عهدته مع النبي ص و من انضم إليهم من الكفار و متقدمهم أبو سيارة العدواني على أتان أعور أسنها [رسنها] ليف فلما دخلت سنة تسع من الهجرة و قرب وقت الحج فيها أمر الله جل جلاله رسوله ص أن ينابذ المشركين و يظهر إعزاز الإسلام و المسلمين فبعث عليا ع لرد أبي بكر كما رويناه و المسلمون من أهل مكة بين حاسد لمولانا علي ع و بين مطالب له بقتل من قتلهم من أهلهم و المشركون في موسم الحج أعداء له ع فتوجه وحده لكلهم فأعز الله جل جلاله و رسوله أمر الإسلام على يد مولانا علي ع و أذل رقاب الكفار و الطغاة فلما دخلت سنة عشر و قرب وقت الحج خرج النبي ص لحجة الوداع و إبلاغ ما أمره الله جل جلاله بإبلاغه فأقام الناس سنن الحج و الإسلام و نص فيها على مولانا علي ص في عوده من الحج بغدير خم و خلافته بعده على سائر الأنام و توجه إلى المدينة ثم دعاه الله جل جلاله إلى دار السلام في ذلك العام يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن‌

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست