responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 82

المسألة الثانية فى أن المعدوم ليس بشي‌ء

و هذه المسألة متفرعة على مسألة أخرى و هى أن الوجود. هل هو مغاير للماهية، أم لا؟ فذهب «أبو الحسن الأشعرى» و «أبو الحسين البصرى» الى أن وجود كل شي‌ء: نفس ماهيته. و ذهب كثير من المتكلمين و جمهور الحكماء الى أن وجود الشي‌ء وصف مغاير لماهيته.

و احتج من قال بأن الوجود زائد على الماهية بوجوه:

الحجة الأولى:

ان الوجود وصف مشترك فيه بين الموجودات.

و خصوصيات الماهيات غير مشترك فيها بين الموجودات. فالوجود مغاير للماهية.

انما قلنا: ان الوجود وصف مشترك فيه بين الموجودات بوجوه:

الأول: ان صريح العقل حاكم بأنه لا واسطة بين طرفى النقيضين. و لو لا أن مفهوم الوجود أمر واحد واقع فى مقابلة النفى، و الا لبطل ذلك.

فان قيل: ان عنيتم بقولكم انه لا واسطة بين النقيضين: أنه لا واسطة بين تحقق تلك الحقيقة و بين لا تحققها. فهذا مسلم. و لكن هذا لا يقتضي كون الوجود قدرا مشتركا بين كل الموجودات. فان تحقق كل حقيقة، عبارة عن خصوصية تلك الحقيقة، و تعين تلك الماهية.

و ان عنيتم به أن هاهنا مفهوما مشتركا واحدا بين الموجودات هو المسمى بالموجودية- فهذا هو المصادرة على المطلوب.

اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست