اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 57
فلا بد هناك من وحدة، لكن
تلك الوحدة لها تعين، فلا تكون الوحدة وحدة. هذا خلف.
و رابعها: ان التعين عبارة عن أنه ليس هو ذلك الآخر، و مفهوم أنه ليس هو
الآخر: مفهوم سلبى لا ثبوتى.
فثبت بهذه الدلائل: أن
التعين يمتنع أن يكون أمرا ثبوتيا.
و اذا ثبت هذا، فنقول: لم
لا يجوز أن يقال: الشيئان اللذان يكون كل واحد منهما واجبا لذاته، أنهما يتشاركان
فى تمام الماهية- و هى الوجوب- و يتباينان بالتعين، الا أن التعين أمر عدمى. و على
هذا التقدير لا يلزم وقوع التركيب فى الماهية؟
السؤال الثالث: سلمنا أنه يلزم من حصول الاشتراك فى الوجوب، و حصول التباين فى
التعين: وقوع الكثرة فى الماهية. لكن هذه الكثرة لازمة. سواء قلنا بأن واجب الوجود
واحدا، أو لم نقل به. و بيانه من وجوه:
أحدها: أنه لا شك أن هنا لوازم و ملزومات. فان الثلاثة مستلزمة لذاتها
لمعنى الفردية و الاربعة مستلزمة لمعنى الزوجية، و السواد لذاته مناف للبياض. فهذه
الاستلزامات الذاتية: وجوبات ذاتية. و هى أنواع كثيرة. فاذن واجب الوجود لذاته،
أكثر من واحد.
و ثانيها: هب أن واجب الوجود لذاته، ليس الا الواحد، لكن الواجب بغيره. فيه
كثرة. ثم الواجب لذاته يشارك الواجب بغيره فى مسمى كونه واجبا، و يمتاز عنه بخصوص
كونه واجبا لذاته. و ما به المشاركة مغاير لما به المباينة. فالوجوب بالذات مركب
فى ماهيته.
و حينئذ تعود المحالات
المذكورة.
اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 57