responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 99

أن يكون من الذاتيات من غير زيادة اعتبار آخر، بل أن يتصور به المعنى كما هو أقول: الظاهريون يرون أن الغرض من التحديد هو التمييز فحسب، و لذلك يجعلون كل قول يطرد و ينعكس على الشي‌ء حدا له، ثم إن تنبه بعضهم للذاتيات و العرضيات جعل المميز الذاتي كيفما كان حدا، و الشيخ رد عليهم جميعا، و أبان أن الغرض من التحديد تصور المعنى كما هو، فإن من يروم تحقيق الأشياء لا يقف دونها، و اعلم أن طالب التمييز الكلي بالقصد الأول لا يتحصل غرضه إلا بعد أن يعرف الشي‌ء الذي يريد تميزه أولا، ثم الأشياء الغير المتناهية التي يريد التمييز عنها ثانيا، و أما طالب تصور المعنى كما هو فقد يتحصل له التمييز الكلي تابعا لمقصوده بالقصد الثاني.

قوله:

و إذا فرضنا أن شيئا من الأشياء له بعد جنسه فصلان يساويانه كما قد يظن أن الحيوان له بعد كونه جسما ذا نفس فصلان كالحساس و المتحرك بالإرادة فإذا أورد أحدهما وحده كفى ذلك في الحد الذي يراد به التمييز الذاتي و لم يكف في الحد الذي يطلب فيه أن يتحقق ذات الشي‌ء و حقيقته كما هو قدم الكلام في كيفية اشتمال الشي‌ء على فصلين متساويين فلا وجه لإعادته، و المنطقي من حيث يجوز ذلك فعليه أن يحكم بوجوب إيراد الفصول جميعا حتى يتم المقومات.

قوله:

و لو كان الغرض في الحد التمييز بالذاتيات كيف اتفق لكان قولنا الإنسان جسم ناطق مائت حدا هذه حجة جدلية، يحتج بها على القوم، فإنهم مع قولهم بأن الغرض من الحد هو التمييز بالذاتيات اعترفوا بأن هذا ليس حدا تاما، و هو مناقض لقولهم، و المائت عندهم فصل أخير بعد الناطق فإن الإنسان يشارك الأفلاك و الملائكة بزعمهم‌

اسم الکتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست