و
من أصحابنا: من فصل بين العلم الضّرورى، و النّظرى: فجوّز ذلك في العلم الضّرورى دون
النّظرى: كالشّيخ أبى الحسن الباهلى [3].
و
الّذي ارتضاه القاضى أبو بكر، و أبو المعالى [4]: أنّ كل معلومين يتصوّر العلم بأحدهما
مع إمكان عدم العلم بالآخر: كالسّواد، و البياض، و القديم، و الحادث، و نحوه؛ فلا يتصوّر
تعلق العلم الواحد الحادث بهما.
و
كل معلومين لا يتصوّر فرض العلم بأحدهما [5]؛ مع إمكان عدم العلم بالآخر:
كالعلم
بالعلم بالشيء، و العلم بذلك الشيء، فإنّه لا يتصوّر العلم بالشيء مع إمكان عدم
العلم بالعلم بذلك الشيء و كذلك بالعكس، و كالعلم بمماثلة أحد الشيئين للآخر، مع العلم
بمماثلة الآخر له؛ فإنّه لا يتصوّر انفكاك العلم بأحدهما عن العلم بالآخر، و كذلك في
طرق المضادة و المخالفة؛ بل و كالعلم بالنسبة الواقعة بين المفردات إيجابا و سلبا؛
فإنه لا يمكن انفكاكه عن العلم بالمفردات: كالعلم بأن الإنسان حيوان، و أنه ليس بحجر؛
فلا بد و أن يكون العلم بهما واحدا.
[1]
انظر المحصل للرازى ص 70 و المواقف للإيجي ص 141، 142، و شرح المقاصد للتفتازانى
1/ 172، 173. [2]
منهم عبد القاهر البغدادى انظر أصول الدين ص 30، 31. [3]
الشيخ أبو الحسن الباهلى: من أشاعرة الطبقة الأولى. تلميذ إمام أهل السّنة أبى الحسن
الأشعرى، و أستاذ أبى إسحاق الأسفرايينى، و القاضى الباقلانى. [4]
و هذا الرأى هو الّذي ارتضاه الآمدي أيضا. [5]
في ب (بآخر).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 95