اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 483
كيف: و أنه إذا اعترف بأن الطريق المذكور
موصل إلى العلم بوجود واجب الوجود؛ فقد بينا في النوع الأول: أن ذاته وجوده، و وجوده
ذاته؛ فإذا كان وجوده معلوما؛ كانت ذاته معلومة.
و أما الآية: فلا حجة فيها؛ فإن قوله- تعالى-:
يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ «1»: أى من الأمور الغيبية، و الضمير
في قوله- تعالى-: وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً «2» عائد إلى معلوم الله- تعالى- مما
بين أيديهم، و ما خلفهم من الأمور الغيبية، لا إلى الله تعالى.
و أما نحن فنقول: لا شك أنه معلوم الوجود؛
فإن كان الوجود هو نفس الذات؛ فالذات معلومة. و إن كان زائدا على الذات؛ فالحكم بأن
وجوده زائد على ذاته، حكم تصديقى يستدعى تصور المحكوم عليه.
و على كلا التقديرين؛ فيجب أن تكون ذاته
متصورة.
ثم تصور الشيء تارة يكون بتصور ذاتياته،
و مقوماته «3»، إن كان مركبا.
و تارة بتصور خواصه، و لوازمه. و سواء كان
مركبا، أو بسيطا، لكن ذات واجب الوجود بسيطة غير مركبة كما يأتى «4»؛ فتصورها لا يكون
بالطريق الأول؛ بل بالثانى.
/ و على هذا: فمن قال إنها متصورة بالطريق
الثانى؛ فقد قال حقا. و من قال إنها غير متصورة بالطريق الأول؛ فقد قال حقا.
و أما إن وقع النزاع بالنفى، و الإثبات على
أحد الطرفين؛ فالنافى في الطريق الأول:
مصيب، و في الثانى: مخطئ، و المثبت بعكسه.
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 483