responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 68

و يتصور سلبها لأنه مميز على ما تقدم و يحكم على الصورتين بالتناقض لا باعتبار حضورهما في الذهن بل بالاعتبار الذي ذكرناه.
قال: و أن يتصور عدم جميع الأشياء حتى عدم نفسه و عدم العدم بأن يتمثل في الذهن و يرفعه و هو ثابت باعتبار، قسيم باعتبار و لا يصح الحكم عليه من حيث هو ليس بثابت و لا تناقض.
أقول: الذهن يمكنه أن يتصور جميع المعقولات وجودية كانت أو عدمية. و يمكنه أن يلحظ عدم جميع الأشياء لأنه يتصور العدم المطلق. و يمكنه أن ينسبه إلى جميع الماهيات فيمكنه أن يلحظه باعتبار نفسه فيتصور عدم الذهن نفسه، و كذلك يمكنه أن يلحقه نفس العدم بمعنى أن الذهن يتخيل للعدم صورة ما معقولة متميزة عن صورة الوجود و يتصور رفعها و يكون ثابتا باعتبار تصوره لأن رفع الثبوت الشامل للثبوت الخارجي و الذهني تصور ما ليس بثابت و لا متصور أصلا و هو ثابت باعتبار تصوره و قسيم لمطلق الثابت باعتبار أنه سلبه و لا استبعاد في ذلك فإنا نقول الموجود إما ثابت في الذهن أو غير ثابت في الذهن فاللاوجود قسيم للوجود و من حيث له مفهوم قسم من الثابت، و الحكم على رفع الثبوت المطلق من حيث إنه متصور لا من حيث إنه ليس بثابت و لا يكون تناقضا لاختلاف الموضوعين.
قال: و لهذا نقسم الموجود إلى ثابت في الذهن و غير ثابت فيه و نحكم بينهما بالتمايز و هو لا يستدعي الهوية لكل من المتمايزين و لو فرض له هوية لكان حكمها حكم الثابت.
أقول: هذا استدلال على أن الذهن له أن يتصور عدم جميع الأشياء و بيانه أنا نقسم الموجود إلى ثابت في الذهن و غير ثابت فيه و نحكم بامتياز أحدهما عن الآخر و مقابلته له و الحكم على شي‌ء يستدعي تصوره و ثبوته في الذهن فيجب أن يكون ما ليس بثابت في الذهن ثابتا فيه فقد تصور الذهن سلب ما وجد فيه باعتبارين على ما حققناه فإن ما ليس بثابت في الذهن ثابت فيه من حيث إنه متصور و غير ثابت فيه من حيث إنه سلب لما في الذهن‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست