responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 402

المسألة الثالثة في وقوع العدم و كيفيته‌
قال: و السمع دل عليه.
أقول: يدل على وقوع العدم السمع و هو قوله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ) و قوله تعالى:
(كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) و قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) و قد وقع الإجماع على الفناء و إنما الخلاف في كيفيته على ما يأتي.
قال: و يتأول في المكلف بالتفريق كما في قصة إبراهيم ع.
أقول: المحققون على امتناع إعادة المعدوم و سيأتي البرهان على وجوب المعاد و هاهنا قد بين أنه تعالى يعدم العالم و ذلك ظاهر المناقضة فبين المصنف مراده من الإعدام أما في غير المكلفين و هم من لا يجب إعادته فلا اعتبار به إذ لا يجب إعادته فجاز إعدامه بالكلية و لا يعاد و أما المكلف الذي يجب إعادته فقد تأول المصنف- رحمه الله- معنى إعدامه بتفريق أجزائه و لا امتناع في ذلك فإن المكلف بعد تفريق أجزائه يصدق عليه أنه هالك بمعنى أنه غير منتفع به، أو يقال إنه هالك بالنظر إلى ذاته إذ هو ممكن و كل ممكن فإنه بالنظر إلى ذاته لا يجب له الوجود فلا يوجد إذ لا وجود إلا للواجب بذاته أو بغيره فهو هالك بالنظر إلى ذاته فإذا فرق أجزائه كان هو العدم فإذا أراد الله تعالى إعادته جمع تلك الأجزاء و ألفها كما كانت فذلك هو المعاد و يدل على هذا التأويل قوله تعالى في سؤال إبراهيم ع عن كيفية الإحياء للأجزاء في الآخرة لأنه تعالى لا يحيي الموتى في دار التكليف و إنما الإحياء يقع في الآخرة فسأل ع عن كيفية ذلك الإحياء و هو يشتمل على السؤال عن جميع المقدمات التي يفعلها الله تعالى حتى يهيئهم و يعدهم لنفخ الروح فأمره الله تعالى بأخذ أربعة من الطير و تقطيعها و تفريق أجزائها و مزج بعض الأجزاء ببعض ثم يفرقها و يضعها على الجبال ثم يدعوها فلما دعاها ميز الله تعالى أجزاء
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست