responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 304

حصل لنا اعتقاد عكس ذلك و لما علم كل عاقل بطلان ذلك جزمنا باستناد هذه الأحكام إلى القضايا العقلية لا الأوامر و النواهي الشرعية و لا العادات.
قال: و يجوز التفاوت في العلوم لتفاوت التصور.
أقول: لما استدل على مذهبه من إثبات الحسن و القبح العقليين شرع في الجواب عن شبهة الأشاعرة و قد احتجوا بوجوه: الأول لو كان العلم بقبح بعض الأشياء و حسنها ضروريا لما وقع التفاوت بينه و بين العلم لزيادة الكل على الجزء و التالي باطل بالوجدان فالمقدم مثله و الشرطية ظاهرة لأن العلوم الضرورية لا تتفاوت (و الجواب) المنع من الملازمة فإن العلوم الضرورية قد تتفاوت لوقوع التفاوت في التصورات. فقوله:" و يجوز التفاوت في العلوم لتفاوت التصور" إشارة إلى هذا الجواب.
قال: و ارتكاب أقل القبيحين مع إمكان المخلص.
أقول: هذا يصلح أن يكون جوابا عن شبهتين للأشعرية: إحداهما قالوا لو كان الكذب قبيحا لكان الكذب المقتضي لتخليص النبي من يد ظالم قبيحا و التالي باطل لأنه يحسن تخليص النبي فالمقدم مثله. الثانية قالوا لو قال الإنسان لأكذبن غدا فإن حسن منه الصدق بإيفاء الوعد لزم حسن الكذب، و إن قبح كان الصدق قبيحا فيحسن الكذب (و الجواب) فيهما واحد و ذلك لأن تخليص النبي راجح من الصدق فيكون تركه أقبح من الكذب فيجب ارتكاب أدنى القبيحين و هو الكذب لاشتماله على المصلحة العظيمة الراجحة على الصدق. و أيضا يجب عليه ترك الكذب في غد لأنه إذا كذب في الغد فعل شيئا فيه جهتا قبح و هو العزم على الكذب و فعله، و وجها واحدا من وجوه الحسن و هو الصدق و إذا ترك الكذب يكون قد ترك تتمة العزم و الكذب و هما وجها حسن، و فعل وجها واحدا من وجوه القبح و هو الكذب. و أيضا قد يمكن التخلص عن الكذب في الصورة الأولى بأن يفعل التورية أو يأتي بصورة الإخبار الكذب من غير قصد إليه. و لأن جهة الحسن هي التخلص و هي غير منفكة عنه و جهة القبح هي الكذب و هي غير منفكة
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست