responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 305

عنه فما هو حسن لم ينقلب قبيحا و كذا ما هو قبيح لم ينقلب حسنا.
قال: و الجبر باطل.
أقول: هذا جواب عن شبهة أخرى لهم و هي أنهم قالوا الجبر حق فينتفي الحسن و القبح العقليان و الملازمة ظاهرة و بيان صدق المقدم ما يأتي و الجواب الطعن في الصغرى و سيأتي البحث فيها.
المسألة الثانية في أنه تعالى لا يفعل القبيح و لا يخل بالواجب‌
قال: و استغناؤه و علمه يدلان على انتفاء القبح عن أفعاله تعالى.
أقول: اختلف الناس هنا فقالت المعتزلة إنه تعالى لا يفعل قبيحا و لا يخل بواجب و نازع الأشعرية في ذلك و أسندوا القبائح إليه تعالى الله عن ذلك و الدليل على ما اختاره المعتزلة أن له داعيا إلى فعل الحسن و ليس له صارف عنه، و له صارفا عن فعل القبيح و ليس له داع إليه و هو قادر على كل مقدور و مع وجود القدرة و الداعي يجب الفعل و إنما قلنا ذلك لأنه تعالى غني يستحيل عليه الحاجة و هو عالم بحسن الحسن و قبح القبيح و من المعلوم بالضرورة أن العالم بالقبيح الغني عنه لا يصدر عنه و أن العالم بالحسن القادر عليه إذا خلا من جهات المفسدة فإنه يوجده و تحريره أن الفعل بالنظر إلى ذاته ممكن و واجب بالنظر إلى علته و كل ممكن مفتقر إلى قادر فإن علته إنما تتم بواسطة القدرة و الداعي فإذا وجدا فقد تم السبب و عند تمام السبب يجب وجود الفعل. و أيضا لو جاز منه فعل القبيح أو الإخلال بالواجب لارتفع الوثوق بوعده و وعيده لإمكان تطرق الكذب عليه و لجاز منه إظهار المعجزة على يد الكاذب و ذلك يفضي إلى الشك في صدق الأنبياء و يمتنع الاستدلال بالمعجزة عليه.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست