responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 212

فإذا وردت الحرارة على المركب و سخنته طلب الألطف الصعود قبل غيره لسرعة انفعاله فاقتضى ذلك تفريق أجزاء المركب المختلفة فإذا صعد الألطف جامع مشاكله فمن هاهنا قيل إنها تقتضي جمع المتشاكلات و تفريق المختلفات، و أما البرودة فإنها بالعكس من ذلك.
قال: و هما متضادتان.
أقول: الحرارة و البرودة كيفيتان وجوديتان بينهما غاية التباعد فهما متضادان و لم يخالف في هذا الحكم أحد من المحققين و قد ذهب قوم غير محققين إلى أن البرودة عدم الحرارة عما من شأنه أن يكون حارا فيكون التقابل بينهما تقابل العدم و الملكة و هو خطأ لأنا ندرك من الجسم البارد كيفية زائدة على الجسمية المطلقة و العدم غير مدرك فالبرودة صفة وجودية.
قال: و تطلق الحرارة على معان أخر مخالفة للكيفية في الحقيقة.
أقول: لفظة الحرارة تطلق على معان أحدها الكيفية المحسوسة من حرارة النار، و الثاني الحرارة المناسبة للحياة و هي شرط فيها و تسمى الحرارة الغريزية و هي مخالفة لتلك في الحقيقة لأن تلك مضادة للحياة و الثانية شرط فيها، و الثالث حرارة الكواكب النيرة و هي مخالفة لما تقدم.
قال: و الرطوبة كيفية تقتضي سهولة التشكل، و اليبوسة بالعكس: أقول: الرطوبة فسرها الشيخ بأنها كيفية تقتضي سهولة التشكل و الاتصال و التفرق و الجمهور يطلقون الرطوبة على البلة لا غير فالهواء ليس برطب عندهم و عند الشيخ أنه رطب و جعل البلة هي الرطوبة الغريبة الجارية على ظاهر الجسم كما أن الانتفاع هو الرطوبة الغريبة النافذة إلى باطنه و الجفاف عدم البلة عما من شأنه أن يبتل و اليبوسة مقابلة للرطوبة.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست