responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 197

مقابلا أو في حكم المقابل، السادس وقوع الضوء على المرئي إما من ذاته أو من غيره، السابع أن يكون المرئي كثيفا بمعنى وجود الضوء و اللون له، إذا عرفت هذا فنقول عند المعتزلة و الأوائل أن عند حصول هذه الشرائط يجب الإدراك بالضرورة فإن سليم الحاسة يشاهد الشمس إذا كانت على خط نصف النهار بالضرورة و لو تشكك العقل في ذلك جاز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة و أصوات هائلة و إن كنا لا ندركها و ذلك سفسطة.
أما الأشاعرة فلم يوجبوا ذلك و جوزوا حصول جميع الشرائط مع انتفاء الإدراك، و احتجوا بأنا نرى الكبير صغيرا و السبب فيه رؤية بعض أجزائه دون البعض مع تساوي الجميع في الشرائط و هو خطأ لوقوع التفاوت بالقرب و البعد فلهذا أدركنا بعض الأجزاء و هي القريبة دون الباقي و يتحقق التفاوت بخروج خطوط ثلاثة من الحدقة إلى المرئي أحدها عمود و الباقيان ضلعا مثلث قاعدته المرئي فالعمود أقصر لأنه يوتر الحادة و الضلعان أطول لأنهما يوتران القائمة.
قال: بخروج الشعاع.
أقول: اختلف الناس في كيفية الإبصار فقال قوم إنه بخروج شعاع متصل من العين إلى المرئي على هيئة مخروط رأسه عند الحدقة و قاعدته عند المرئي و هو اختيار المصنف- رحمه الله-، و قال أبو علي إن الإبصار إنما يكون بانطباع صورة المرئي في الرطوبة الجليدية و القولان عندي باطلان أما الأول فلأن الشعاع إما جسم أو عرض و الثاني يستحيل عليه الانتقال، و الأول باطل لامتناع أن يخرج من العين على صغرها حجم متصل منها إلى كرة الثوابت و أيضا فإن حركة الشعاع ليست طبيعية لعدم اختصاصها بجهة دون أخرى فلا تكون قسرية و ظاهر أنها ليست إرادية، و لأن الشعاع جسم لطيف جدا فيلزم تشوشه عند هبوب الرياح فلا يحصل الإبصار للمقابل و أما الثاني فلأنه يستحيل انطباع العظيم في الصغير.
قال: فإن انعكس إلى المدرك أبصر وجهه.
أقول: الشعاع إذا خرج من العين و اتصل بالمرئي و كان صقيلا كالمرآة انعكس عنه إلى كل ما نسبته إلى المرئي كنسبة العين إليه و لهذا وجب تساوي زاويتي الشعاع و الانعكاس‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست