responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 198

و وجب أن يشاهد بالمرآة كل ما وضعه إليها كوضع الرائي فإن انعكس الشعاع إلى الرائي نفسه أدرك وجهه، و إذا انتفت الصقالة لم يحصل الانعكاس كالأشياء الخشنة التي نشاهدها فإنه لا ينعكس عنها شعاع إلى غيرها لعدم الملاسة. هذا علة أصحاب الشعاع في رؤية الإنسان وجهه بالمرآة. و أما القائلون بالانطباع فقالوا إنه تنطبع في المرآة صورة الرائي ثم تنطبع في العين من تلك الصورة صورة أخرى. و هو باطل لأن الصورة لو انطبعت في المرآة لم تتغير بتغير وضع الرائي.
قال: و إن عرض تفرق السهمين تعدد المرئي.
أقول: هذا إشارة إلى علة الحول عند القائلين بالشعاع و السبب في الحول عندهم أن النور الممتد من العين على شكل المخروط قوته في سهم المخروط فإذا خرج من العينين مخروطان و التقى سهماهما عند المبصر و اتحدا أدرك المدرك الشي‌ء كما هو، و إن لم يلتق السهمان عند شي‌ء واحد بل حصل الإدراك بطرف المخروط لا بوقوع السهم عليه رأى الرائي الشي‌ء الواحد شيئين.
أما القائلون بالانطباع فإنهم قالوا الصورة تنطبع أولا في الرطوبة الجليدية و ليس الإدراك عندها و إلا لأدركنا الشي‌ء الواحد شيئين كما إذا لمسنا باليدين كان لمسين لكن الصورة التي في الجليدية تتأدى بواسطة الروح المصبوب في العصبتين المجوفتين إلى ملتقاهما على هيئة مخروط فيلتقي المخروطان هناك و عند الملتقى روح مدرك و حينئذ تتحد عند الروح من الصورتين صورة واحدة، و إن لم ينفذ المخروطان نفوذا على سبيل التقاطع انطبع من كل شبح ينفذ عن الجليدية خيال بانفراده و هو الحول.
المسألة الرابعة عشرة في أنواع القوى الباطنة المتعلقة بإدراك الجزئيات‌
قال: و من هذه القوى بنطاسيا الحاكمة بين المحسوسات أقول: أثبت الأوائل للنفس قوى جزئية خمس باطنة: الأولى بنطاسيا و هي الحس‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست