responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 43  صفحة : 48
ويتلخص نتيجة ما ذكرناه إلى الآن في خطوط ثلاثة:
الخط الأوّل: بطلان الدلالة الذاتية وأ نّها وضعية محضة.
الخط الثاني: فساد كون حقيقة الوضع حقيقة واقعية.
الخط الثالث: بطلان تفسير الوضع بكل واحد من التفسيرات الثلاثة المتقدمة، فالنتيجة على ضوئها هي أنّ حقيقة الوضع ليست إلّاعبارة عن التعهّد والالتزام النفساني، هذا من ناحية.
ومن ناحية اُخرى: يرشد إلى ذلك الغرض الباعث على الوضع، بل الرجوع إلى الوجدان والتأمل فيه أقوى شاهد عليه، وبيان ذلك: أنّ الانسان بما أ نّه مدني بالطبع يحتاج في تنظيم حياته المادية والمعنوية، إلى آلات يبرز بها مقاصده وأغراضه ويتفاهم بها وقت الحاجة، ولمّا لم يمكن أن تكون تلك الآلة الاشارة أو نحوها لعدم وفائها بالمحسوسات فضلاً عن المعقولات، فلا محالة تكون هي الألفاظ التي يستعملها في إبراز مراداته من المحسوسات والمعقولات، وهي وافية بهما، ومن هنا خصّ (تبارك وتعالى) الإنسان بنعمة البيان بقوله عزّ من قائل: { «خَلَقَ ا لْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ ا لْبَيَانَ »{1} } .
ومن هنا - أي من أنّ الغرض منه قصد التفهيم وإبراز المقاصد بها - ظهر أنّ حقيقة الوضع هي التعهد والتباني النفساني، فان قصد التفهيم لازم ذاتي للوضع بمعنى التعهد. وإن شئت قلت: إنّ العلقة الوضعية حينئذ تختص بصورة إرادة تفهيم المعنى لا مطلقاً، وعليه يترتب اختصاص الدلالة الوضعية بالدلالة التصديقية كما سيأتي بيانه مفصّلاً من هذه الجهة إن شاء اللََّه تعالى.
وعلى ذلك فنقول: قد تبيّن أنّ حقيقة الوضع عبارة عن التعهد بابراز المعنى‌

{1} الرّحمََن 55: 3 - 4.


اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 43  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست