وبهذا يتّضح أنّ الشيخ الألباني يذهب إلى حجيّة خبر الواحد في العقائد والأحكام, وغاية ما يستدلّ به هو إطلاق الآيات, وعدم تفريقها بين العقائد والأحكام, مع دعاوى خطابية فقط, وغير مستندة إلى أيّ دليل علمي, وسيأتي بيان أدلّته فيما يأتي بصورة تفصيليّة أكثر.
أدلّة الألباني على حجيّة خبر الواحد في الأحكام ومناقشتها
رأينا فيما تقدّم أنّ الألباني ساق عدد من الآيات لبيان حجيّة خبر الواحد في الأحكام، وقد ذكر في كتابه الحديث حجّة بنفسه مجموعة كبيرة من الآيات, وأردفها بمجموعة من الروايات, مدّعيا دلالتها المطلقة على حجيّة الخبر سواء في العقائد, أو الأحكام، ونحن هنا نسوق ذكر الآيات والروايات التي ذكرها, ثمّ نلاحظ مدى صحّة دعواه من عدمها:
أوّلاً: الآيات القرآنية
١- قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إذا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً مّبِيناً} (الأحزاب: ٣٦).