responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهدي الامم (عجل الله تعالى فرجه) المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 364
بعد إذن الله عزَّ وجلَّ.. الحديث[1].

الأمر الثالث: الحكمة من الغيبة

وقبل الخوض في بيان الحكمة من غيبة الإمام عليه السلام عن الناس لابد من تقديم مقدمة ترتبط بهذا الأمر، فنقول:

اثنا عشر إماماً من عترة الرسول صلى الله عليه وآله جعلهم الله تعالى هداة مهديين، وحججاً على خلقه بعد الرسول صلى الله عليه وآله، وأمر الأمة باتباعهم، ورعايتهم وأوصاهم بهم، وهم الوديعة فيهم، لكن هذه الأمة لم ترع حرمتهم، ولم تفِ لهم بحقهم، فلم يطع لهم أمر، ولم تحفظ لهم قرابة، فذهب منهم أحد عشر إماماً قتلاً على يد هذه الأمة بالسيف والسم، وهم مصابيح الهداية، والأنوار المضيئة التي جعلها الله تعالى لعباده ليستضيؤا بنورهم ويهتدوا بهديهم، وكلّ واحد منهم أُخبت نوره وأطفئ، وقد شتتوهم في البلدان، وحبسوهم في المطامير، وناهيك عماجرى في واقعة الطف الدامية التي لم يحدث مثلها في تأريخ البشر أبداً، فهي شاهد صدق على جناية هذه الأمة بحقّ رسول الله صلى الله عليه وآله في عترته، فلم تحفظ فيهم وصيته، ولم ترع لهم حرمة.

وقد يحسب بعض الناس أنّ الشيعة حينما تروي ذلك في حقّ أهل البيت عليهم السلام، هو أمرٌ مبالغٌ فيه، أو هو قول جزافٍ!

أقول: لايتسنى لأحد أن يشكك في وقوع ذلك، وهذا التأريخ شاهد صدق فيما جرى عليهم، وحسبك كتب التأريخ والسيرة والأدب ففيها الكثير من الشواهد الـتاريخية التي تثبت ذلك.

فالحق يقال أن عترة النبي صلى الله عليه وآله لم تتبوء مكانها الذي أراده الله لهم بين الأمة، فأزاحوهم عن مناصبهم، وأضاعوا حقّهم، وجاروا عليهم، فبدل


[1] نفس المصدر: ٥١٦ ح٤٤.

اسم الکتاب : مهدي الامم (عجل الله تعالى فرجه) المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست