اسم الکتاب : مهدي الامم (عجل الله تعالى فرجه) المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 278
بشارة الإمام الرضا بالإمام المهدي عليهما السلام وقصيدة دعبل
روى ابن شهر آشوب رحمه الله تعالى: لما أنشد دعبل الخزاعي الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام قصيدته: أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً.. وساق القصيدة إلى أن انتهى إلى قوله: وقبر ببغداد لنفس زكية.. قال الرضا عليه السلام: أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟
قال: بلى يا ابن رسول الله، فقال عليه السلام:
وقبر بطوسٍ يا لها من مصيبةٍ
ألحّت بها الأحشاءُ بالزفراتِ
إلى الحشر حتى يبعث اللهُ قائماً
يفرجُ عنّا الهّمَ والكرباتِ
فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا الذي بطوس قبر من هو؟ قال: قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري.
فلما انتهى إلى قوله:
خروجُ إمام لا محالة واقعٌ
يقومُ على اسم الله والبركاتِ
يميز فينا كلّ حقٍ وباطلٍ
ويجزي على النعماءِ والنقماتِ
قال الرضا عليه السلام: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين.
وفي رواية: رزقك الله رؤيته وحشرك في زمرته.
قال: فحباه بمائة دينار، فردّ الصرة، وسأل ثوباً من ثياب الرضا عليه السلام ليتبرك به ويتشرف، فأنفذ إليه بجبة خز مع الصرة، وقال للخادم: قل له: خذ هذه الصرة، فإنك ستحتاج إليها، ولا تراجعني فيها. فانصرف دعبل..[1].