responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 424

أقول: وأنت إذا تأملت وجدت دقّ الصنج مثل التصفيق، بل هو تصفيق بآلة لا باليد، ورأيت ضرب الطبل المتعارف في العزاء كضرب الطشت، ولا ريب في أنّ التصفيق والضرب بالطشت بدل الدّف إذا استعملا للّهو والطرب كان استعمالها محرّماً كما صرّح به الإمام الشيخ المرتضى أيضاً، مع أنّ الطشت ليس من آلات اللهو فضلاً عن التصفيق، ولا بمنصوص عليه في الأدلّة، وما ذلك إلاّ لكونه مفيداً فائدة آلات اللهو.

وكذا الحال في الصنج والطبل إذا استعملا على تلك الكيفيّة كان استعمالهما حراماً، وإلاّ فلا وجه لحرمته البتّة، ومن هذا القسم ما يستعمل في العزاء والمواكب والشبيه اليوم في النجف، ودعوى أنّ هذا من الملهي المطرب سخيفة جدّاً.

اللهو والطرب أمران يعرفهما الفسّاق لا النسّاك، ولا يقلّد فيهما المجتهد إذا كان المقلّد عالماً بهما والمجتهد محتاطاً; لعدم استفراغ وسعه في البحث عن الموضوع.

وهكذا الأمر في معنى الغناء، فإنّي لا أستبعد أنّ أولئك إذا سمعوا صوتاً رخيماً وإن كان غير متقاطع ولا متناسق النغم حسبوه غناءً، وهذا خطأ، وأولى لهم أن يسألوا أهل الفسوق عن ألحانهم فإنّها الغناء لا غيرها.

إنّ من البديهي الوجداني أنّ ضرب الطبل ودقّ الصنج ونفخ البوق على الكيفيّة المرسومة في العزاء اليوم في النجف، مع إنّها لم يقصد بها اللهو والطرب، هي بنفسها لا لهو بها ولا طرب، وإنّما يقصد بها انتظام الموكب والإعلان بمسيره ووقوفه ومشايعة صوته لندبة أهل الموكب، فإنّ انتظامه يختلّ بخفاء أصوات النادبين، ولذلك تجدهم إذا اجتمعوا للّطم في دار أو مأتم لايضربون ولا يدقّون بشيء; لاستغنائهم حينئذ عن كلّ شيء.

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست