اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 414
خاتمة مسكيّة
الأئمّة سلام الله عليهم نورهم واحد وطينتهم واحدة وإن تفاوتوا في الفضل ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾[1].
ولكن للشيعة علاقة خاصة بالحسين(عليه السلام) لاتشبه علاقتهم بمن هو أفضل منه، وتلك من خصوصيّات الحسين(عليه السلام) التي لاتنافي أفضلية غيره منه، فإنّ للتفاوت في الفضيلة مقام وللخصوصيّة مقام آخر، وقد عوّضه اللّه جلّ شأنه عن شهادته بخصال: منها المحبّة في القلوب، ومنها كونه وسيلة النجاة.
إنّ محبّة الحسين(عليه السلام) والرقّة عليه فطريّة، حتى من غير الجعفريّة، ولكن لهؤلاء - حتى أبسط البسطاء منهم ـ علاقة خاصة به لم تأت لهم من قبل سماع واطلاع، بل غريزة وارتكاز، فلذلك تجدهم يتفننون في التعلّق به بإيجاد أسباب لم تعرف من قبلهم ولم يدركها أحد سواهم، توصّلاً إلى إحياء ذكره، وتعلّقاً بسبب منه يوجب البركة عليهم في الدنيا والعقبى، وتراهم من صميم قلوبهم يعلّقون آمال نجاتهم من وزر الخطايا به أكثر ممّن هو أشرف منه وأفضل.