اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 326
أمره بسنخه[1]، عبادة في المذهب لا بشخص خاصّ منه، ضرورة أنّه لم ترد في الشريعة كيفيّة خاصة للحزن والإبكاء وإحياء الذكرالمأمور بها، ليقتصر عليها الحزين في حزنه، والمحيي لأمرهم في إحيائه، والمبكي في إبكائه.
وإذا كان سنخ الشيء عبادة ومندوباً إليه، سرت مشروعيّته إلى جميع أفراده من جهة الفرديّة.
ولذلك لم نر أحداً من صلحاء الشيعة وعلمائهم، ولم يؤثر ولم ينقل عن أحد منهم في الأجيال السالفة، من لايعدّ التمثيل مثل قراءة كتاب المقتل في عباديّته وفي كونه مبكياً ومحزناً، فضلاً عن إنكار مشروعيّته.
إنّ الذين أدخلوا التمثيل في التذكارات الحسينية، لاشكّ أنّهم من كبراء رجال أهل الدين المفكّرين، وأرباب السلطة المتّبعة من الشيعة.
ولذلك يظنّ البعض أنّه انتشر في بلدان الشيعة من قبل سياسة السلاطين الصفويّة، الذين هم أوّل سلسلة استولت على السلطنة بقوّة المذهب، ثمّ أيده رؤساء الشيعة الروحانيون شيئاً فشيئاً وأجازوه.
وبما أنّ حكماء الهند أقدم من الصفوية في استعماله، استنبط منه أنّ هؤلاء أخذوه من أولئك وألبسوه لباس المذهب؛ لمّا رأوا من فوائده المذهبيّة.
وحيث أنهيت المقصود من المقدّمة، التي هي في الحقيقة نتيجة المقصد، فإنّي شارع بعون اللّه تعالى في ذكر جميع التذكارات الحسينيّة على التفصيل، وباحث في كلّ منها عن مشروعيّته وعدمها، وعن حسنه وقبحه.
وهناك يكون التعرّض لرد «الصولة»[2] بكمال الأدب والاحترام.